آخر تحديث :الأربعاء-25 سبتمبر 2024-02:23ص

إيران وهي تبيع الوكلاء.. تحويل جنوب لبنان إلى مسلخ بشري

الأربعاء - 25 سبتمبر 2024 - الساعة 12:39 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


ما يحدث بشاعة وخيانة وسقوط في فخ وهم القوة ،بشاعة إسرائيلية في تحويل جنوب لبنان إلى مسلخ بشري.
وسقوط في فخ وحدة الساحات والإعتماد على نجدة إيران التي تاجرت بالوكلاء، وأعلنت أن جنوب لبنان لا يعنيها، وأن مايحدث هو معركة حزب الله وليس طهران.
كل هذا الدم الغزير هو ثمن وهمْ المبالغة الخطابية، وتضخيم الإحساس الزائف بتعاظم قوة حزب الله ،حد القول أن كل إسرائيل تحت رحمة ترسانته الصاروخية، وإن تل أبيب مقابل الضاحية، تم تدمير الضاحية وبقيت تل أبيب خارج مرمى النيران.
لبنان يقف وحيداً يدفع تبعات مغامرات حسن نصر الله ، وينتقل اللبناني من حالة إستلاب إرادته وقراره الوطني من قبل جماعة، إلى هدر دمه بآلة الموت الإجرامية الصهيونية ، وفرض حالة تهجير مليوني من الجنوب إلى سائر أنحاء البلاد، بسب خطل حسابات ذات الجماعة .
إيران باعت وكيلها وشرطي مصالحها، وأعلنت إنفتاحها على حل ملفها النووي ، والخروج من نفق العقوبات ،دون الحاجة لإبتزاز المجتمع الدولي، تحت يافطة إمساكها بمفاصل منطقة ذات حساسية جيو سياسية إقتصادية عالية ، ووضع المصالح الدولية تحت رحمة جماعاتها المسلحة في العواصم العربية الأربع المختطفة .
كان حسن نصر الله أحمقاً وهو يهدد الكيان بأن لاعودة لمستوطني الشمال إلا بإذن صواريخه ، متناسياً أنه لايدير اللعبة منفرداً ، وان لديه جنوباً قابلاً للتهجير، مع فارق أن للكيان بنى تحتية متماسكة وقدرات دولة مكرسة لإستيعاب النازحين، في حين أن لبنان لادولة ، وفي أحسن الحالات دولة فاشلة، أعجز من إحتواء تدفق هذا الحشر البشري نحو بيروت.
أكثرمن ٥٠٠ قتيل في ٢٤ ساعة الماضية، وأكثر من ألف جريح جِلهم من المدنيين العُزل المحسوبين على حاضنة حزب الله ولا قتيل إسرائيلي معلن عنه حتى الآن بقصف الحزب ، مئات الألآف تأهون في الأرض بحثاً عن مدرسة إيواء، مايكرر مأساة غزة الذي أحرق نصرالله لبنان تحت زعم إسنادها ، فإذا بالمحتل يأتي إليه بغزة أُخرى إلى معقله في الجنوب.
وزير الخارجية الإيراني ينأى بنفسه يتناسى حريق لبنان، ويدعو ببرود إخلاقي وعلى الضد من كل شعارات دولته ، إلى مفاوضات مع واشنطن في نيويورك على هامش ملتقى الأمم المتحدة، لتحريك إتفاق الملف النووي ، أما الرئيس الإيراني ينشد فتح العلاقات مع إمريكا ، كبوابة للحوار مع إسرائيل، ويجاهر علناً إن مايحدث في لبنان شأن لايعنيه ، وأن كل جهوده منصبة على إفشال المخطط الإسرائيلي، الرامي جر إيران إلى الحرب!!
نستطيع أن نحيد موقفنا الآن من حزب الله، الذي فقد بيومين ٥٠٪ من قوته العسكرية ، وأن لانتشفى بتدمير لبنان، وننحاز إلى المدنيين الذين يسدّدون فواتير النزق، والأنا المتضخمة لهذا اللون الطائفي غير الجامع لكل أطياف لبنان ، ونعلن أن هناك جريمة ثلاثية الأبعاد:
إيران وهي تبيع الوكلاء، وتدير معركتها بالأدوات، ولا تتورع عن غسل يديها منهم حين يصبحون عبئاً على سياساتها.
و حزب الله الذي يحارب ليس من أجل وطن لايؤمن به ، بل دفاعاً عن حسابات مرجعيته ومصالح طهران.
والإسرائيلي الذي ينقل جرائمه بذات البشاعة من غزة إلى لبنان ، ويصب حمم ذخيرته على المدنيين ،لرفع منسوب الضغط على حزب الله والسلطة الرسمية، وفرض معادلة سكان الجنوب مقابل عودة سكان مستوطنات الشمال، بالحرب أو بالرضوخ لتفاهم يشبه الهزيمة.
إسرائيل تدمر كل شيء وحزب الله لا يقتل أحداً مكتفياً بحرب الصورة.
مرة ثانية سيقولها أمينه العام بعد أن قالها عقب حرب تموز ٢٠٠٦ ،لوكنت أعلم حجم الدمار ما فعلت، وكأن كل هؤلاء الضحايا قرابين تُقدم على مذبح مغامراته .
الشطط يدمر الأوطان وعدم قراءة التداعيات والتبعات والتكاليف الباهضة ، تفعل ذات الشيء ، وعلى حزب الله الإفتكاك عن الإيراني ،وأن يعيد للبنان سيادته ، وأن يسلم قرار الحرب والسلم للدولة اللبنانية، حيث وحدها من يجب أن تحتكر السلاح .