آخر تحديث :الجمعة-27 سبتمبر 2024-02:02ص

وإن إستدعى جلب الحرب إلينا وتدمير مابقي من اليمن

الخميس - 26 سبتمبر 2024 - الساعة 02:31 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


‏“الحوثيون لا يسمعون الكلام” هكذا تحدث الرئيس الإيراني عن جماعة لا تتنفس إلا بإذن المرشد ، ولا تخطو خطوة مالم يوجهها المرشد ، تطلق صواريخها بأمر الباب العالي الإيراني ، وتحجم عن الإطلاق وفق توجيهات خامنئي.
الرئيس الإيراني يقدم ألعاباً صغيرة ،لم تعد صالحة للتمرير والإستخدام، في محاولة لتسويق نفسه لدى الغرب ، بإدعاء فك الإرتباط مع الفصائل التابعة له، سياسة وتسليحاً وإدارة حروب ، وهو إدعاء شكلي لا حظ له من الجدية، فيكفي أن نرى أن الحوثي الذي ردد كثيراً الموت لإسرائيل ،لايطلق في هذه اللحظة الدموية المفصلية صاروخاً عليها، وهي تبيد لبنان ، إمتناع حوثي يأتي إتساقاً مع تصورات طهران بمنع إتساع الحرب وأقلمتها ، مضحيةً بالبيئة الحاضنة لحزب الله ، وربما بالحزب نفسه ، إن إستدعت برجماتية الملالي ذلك.
لا أحد يصدق قول بزشكيان عن عقوق الحوثي وعدم طاعته لأوامر إيران ، فيكفي المرور على ماتردد هذا الأسبوع، من محاولات إيرانية حثيثة مع روسيا لتسليح الحوثي بمنظومة صواريخ “ياخونت”، دقيقة التصويب وخارقة للسفن التجارية والحربية ،في ذات التوقيت الذي يردد فيه إن هذه الجماعة خارجة عن بيت الطاعة الإيرانية وأنها ناشزة بالمعنى السياسي.
لإيران جسر بحري نشط يصل موانئها ومخازن إنتاجها العسكري بمينائي الحديدة والصليف ، اللذين لا يخضعان لعملية رقابة أو تفتيش ، ما يسقط حيادية السياسة الإيرانية ،ويضعها في قلب صراعات المنطقه.
على الأقل حتى الآن ممنوع على الحوثي الإنخراط بأي جهد مساند لحزب الله ، إلا أن تأتي الأوامر التي تقدرها مصالح إيران ، المنفتحة حالياً على حل أزماتها مع الغرب ،وإن كانت على حساب الوكلاء الذين ستعيد بناء قدراتهم في وقت لاحق ، إن دعت ضروراتها الإستراتيجية فعل ذلك.
الحوثي ليس عاقاً لولاَّدته إيران ، بل هو معاق سياسياً قراره خارج صنعاء وماوراء الوطن.
قد يذهب الحوثي وقد لايذهب نحو إسناد حزب الله ، الأمر يبقى رهناً بتوجيهات ولي الفقية ،والقائد الأعلى للحوثي علي خامنئي ، وإن إستدعى جلب الحرب إلينا وتدمير مابقي من اليمن.