أنظر إلى كل دول العالم، وإلى دول الجوار بالتحديد، ستجد أن تلك الحكومات تعمل ليل نهار، لتشييد البني التحتية، وتستميت لإسعاد شعوبهم، والتقليل من كل مخاطر وصعوبات الحياة، ولذا هم يصعدون ويسعدون ويبتهجون ويتقدمون وينعمون بالحياة الكريمة.
في اليمن، وبمجرد أن سقطت الدولة في مستنقع الحروب اليزيدية، بفعل تآمر وخيانة مشروع (الخمي) (ني)، وبإدارة الأداة الإمامية المحلية، سقطت مؤسسات الدولة، وغابت خدماتها، واشتعلت الحروب، وانتشرت أدخنتها.
كل لحظة تمر، لا نجد إلا تصريحات وشعارات طا(ئفية) لقيادات الكهوف وسدنة الماضي السحيق يتغزلون بإنجازاتهم الدامية في الداخل، وبحروبهم الكرتونية ضد الخارج، وبصواريخهم المهربة، وبقدراتهم القتالية ضد كل شيء يتحرك ويتنفس!
الحياة الكريمة والتعليم والطبابة والاستقرار والهدوء والطمأنينة والبناء، مفرادات تخيفهم، ولذا لا مكان لها في أعمالهم وأنشطتهم ومعتقداتهم، فقط زوامل حربية، وكذب، وتهديد العالم بحروب ودمار، لا تصيب إلا الجسد اليمني المنهك.
بالمقابل، هم يستأثرون لهم دون سواهم بنعيم الدنيا وبمباهج الحياة وبخدمات وأموال الدولة، وهم فقط من يمتلك المليارات والبيوت الفارهة، والسيارات الفخمة، والاستثمارات الهائلة في الخارج.
للأسف لا دليل حتى الآن لإمكانية التوافق على حياة وإن كانت متواضعة مع هؤلاء، ولا كرامة مع مشروع مذهبي ماضوي، ولا تعليم واستقرار مع كومة من شعارات وعقائد طائفية، ترى في سعادة المواطن اليمني، إهانة لمذهبي الزيدي ومخالفة لوصايا جدهم الرسي، وكفر بمعتقداتهم العنصرية!