عذرآ سيدي الرئيس .. ناشطي العمل الخيري يحترفون الاسترزاق بالصدقات ، " ومطالب شعبية" بفتح ملفاتهم وإضافتهم إلى قائمة الفاسدين المطلوبين للتحقيق .
في ظل الفوضى التي بشهدها العمل الخير في ربوع يمننا الحبيب أصبح متاحآ لأي ناشط علي وسائل التواصل الاجتماعي إمتهان العمل الخيري ، على مذهب أطعم غيرك ولا تنسى نفسك فهناك نهب كبير وآخر صغير قرنه البعض بالخير والوعظ والإرشاد؛!!
اللافت " أن أغلب ناشطي العمل الخيري من فئة العاطلين عن العمل الذين ليس لهم أي دخل شهري، ورغم ذلك ينفقون على أنفسهم وذويهم بشراهة و يشترون ما لذ وطاب، بل يزاحمون الأغنياء في نفقاتهم وهناك من تغير حالهم قبل وبعد امتهانه للعمل الخيري فكانوا لا يملكون " عقدا على نقد" وأدركوا اليوم مرحلة البذخ دون أن يسألهم أحد من أين لكم هذ؟!؟
وفي السياق : رصدت - اخي الرئيس ـ في هذا التقرير وقوع أسر ضحايا شبكة "لصوص متجولين "بغطاء الإغاثة عند عتبات أبواب المسحوقين!!
تقول : إحدي الضحايا " النصابين دقوا الباب علينا، وقالوا إنهم يقومون بتسجيل الحالات الفقيرة في الحارة، من شأن يصرفوا لكل أسرة سلة غذائية مساعدة من المنظمة التي يعملوا فيها، خدعوني إنهم سجلوا لي سلتين غذائية، وطلبوا مني مبلغ 20000 ريال، ودفعته لهم".
يمعن هؤلاء المحتالون في اختيار ضحاياهم بعناية احترافية و دقيقة، كونهم يركزون على العوائل الأشد فقراً، والعاجزة حتى عن ملاحقتهم أمنياً، نتيجة أفعالهم المنافية للأخلاق والأعراف والقوانين.
في الحي ذاته، كانت أسرة المرحوم "ع .ي" ضحية لعملية نصب أخرى من اللصوص المتجولين عند عتبات أبواب المسحوقين.
تقول الزوجة "كانوا شخصين، جلسوا في باب البيت، وسألوني عن اسمي وحالتي، وكم معي أطفال، سجلوا ما قلته، وطلبوا مبلغ 5000 ريال من شأن يصرفوا لي سلة غذائية شهرياً، أعطيتهم الفلوس، وما عرفت أنهم سرق إلا من بعد".
الأربعينية "أُم يونس"نازحة ،هي الأخري واحدة من ضحايا شبكة اللصوص المحتالين بغطاء الإغاثة، تقول "جاءوا إلى البيت، وأوهموني أنهم يسجلوا النازحين المحتاجين بطانيات وفُرش، لأنهم يصرفوها في موسم البرد، وطلبوا مبلغ 10000 ريال حق نقل المواد، ودفعت لهم".
تبدو عمليات رصد اللصوص مدروسة مسبقاً لدى أصحاب الاحتياج الضروري من المعوزين والفقراء، بالنظر الى أسلوبهم في انتقاء المحتاجين.
يستغل اللصوص فشل وفساد أغلب العقال واللجان المجتمعية ليعملون على تطوير وسائلهم الاحتيالية، للنَّصب على الفقراء وأصحاب الحاجة الذين جار عليهم الزمن، ولجأوا إلى البحث عن مصادر للحياة في قسوة الظروف وصعوبتها، غير مكترثين كيف؟!؟ ومن أين تأتي؟!؟
الأمر الذي أكدته " ام يونس " خلال حديثها من أين لي فلوس أسير أتابع السرق، بلّغت عاقل الحارة حقنا، وفوّضت أمري لرب العالمين"...
ليكتفي العاقل برسالة تحذيرية بعثها لأبناء حارته، مفادها "الحذر من اللصوص الذين يحتالون على المواطنين، بغرض ضم أسمائهم إلى كشوفات المنظمات الإغاثية حيلةً وخداعاً، ليحصلوا على سلة غذائية، هم بأمسّ الحاجة إليها، تشبع جوعهم من سطوة الزمن الجائر.
و اقترح اخي الرئيس - لمحاصرة ثقافة الاسترزاق بالصدقات ، و إغلاق الطريق أمام الجهات وا لأشخاص الذين يستغلون العمل الخيري لتحقيق مآرب سياسية و أيدولوجية ، إنشاء بنك يسمي ب "بنك الغذاء ".
ورغم ان البنك الذي اقترح استحداثه، سيكون مستقل " ماليآ ،واداريآ " عن الحكومة، إلا أن نشاطه وإدارته ستكون في حدود بنود قانونية واضحة ، وسيتمكن عبر فروعه في مختلف المحافظات من جعل الصدقة “مؤسسة جماعية لا مجال فيها للظهور الفردي أو السياسي أو التسويقي ،و سيعزز من مبادرات الدولة ويوسّعَها ويضبطها باستمرار.
كما سيمكّن تدشين هذه البنك ، من إعفاء المواطن المعوز من “ثقافة الخضوع للمتصدق ، و سيساعد على إنهاء الكثير من الممارسات التي تعرفها الساحة السياسية والأيدولوجية في البلاد.
" والله غالب على امره"
( محرم الحاج )
( محرم الحاج )
مكتب رئاسة الجمهورية Office of the Presidency of the Republic of Yemen رئاسة مجلس الوزراء اليمني