آخر تحديث :الإثنين-23 ديسمبر 2024-12:06ص

ما يُسقِط الحوثي

الأحد - 22 ديسمبر 2024 - الساعة 10:58 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


‏“يجب أن ينصب إهتمام الحوثيين على البقاء إحياء داخل اليمن لا مهاجمة إسراىيل” ، هكذا خاطب ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا القيادة الحالية الإسرائيلية ، وبدوره وصف نتنياهو الحوثي بالجماعة التي لا تتعلم ، في إشارة لمصير قيادات حزب الله، وإنه عليه أن يعلمهم ولو بصعوبة.

حالة من الإستنفار وإعلان عملية طوارئ في صنعاء عقب غارات أمس السبت ،بمستهدفاتها لغرفة قيادة وسيطرة ومخازن صواريخ وطائرات مسيرة ، وضع قيادي مرتبك ، فرار من المدن نحو الجبال خارج العاصمة ، توجيهات صارمة بشأن إخلاء المواقع الحساسة في الرئاسة ووزارة الدفاع والوزارات المختلفة، تحسباً لعمليات استهداف تجمع بين ضرب المنشآت وإغتيال القادة الميدانيين والسياسين للحوثي.

لن يغادر الحوثي تضخم مشاعر الأنا، ويكف قائده عن تكرر بيع الوهم لداخله المضعضع، من إنه في حرب مفتوحة مع إسرائيل وإمريكا وبريطانيا ، مالم يتم وضع نهاية لهذا اليقين القهري ،بإستيلاد مآلات ونهايات قيادة حزب الله، ونقل التجربة التصفوية من لبنان إلى مران ومعاقل الجماعة في اليمن بدفعها نحو المزيد من الإنتحار.

إسرائيل لم تضرب بعد في عمق كهوف ومخابئ قيادة الحوثي ، هي تدمر البنية التحتية لليمنيين ، لمضاعفة السخط الشعبي ضده ، في ما الخطة -ب- في طور الإعداد أو هي جاهزة بإنتظار قرار سياسي، للعصف بالصف القيادي الأول والثاني بعمليات إغتيالات مباشرة.

الحوثي يدمر اليمن، ينسف قليل إمكانياته المتبقية ،ولأنه مسكون بالخرافة ووهم النصر الإلهي الذي عادة لا يُمنح لقاتل شعبه ، سيمضي حثيثاً لتدمير نفسه ، بمغامرات لن تنتج نصراً له ،ولا دعماً لما يدعيه بمظلومية فلسطين.

لا أحد يعول بالمطلق على الخارج ، ولا أحد سيخوض على الأرض حرب اليمنيين بالنيابة ، مايُسقِط الحوثي بعد الإستثمار في إستنزاف قواه دولياً ، هو حراك داخلي، يتضافر فيه السياسي المدني مع الميداني المسلح ، حراك ببند واضح الأهداف : معاً إلى الأمام صوب صنعاء ولا خطوة واحدة للوراء.

هو الآن قاب قوسين من الهزيمة، ولنساعده بفعل جماعي مدروس وبوحدة موقف ،كي يمضي سريعاً صوب هلاكه.