للتذكير
في نهاية المطاف لن توقف صواريخ الحوثي التصفية في غزة ولن تقضي طايرات ناتنياهو على الحوثي. انما ستحصل إسرائيل على موطىء قدم في جنوب البحر الأحمر وهو امر لم تكن تحلم به وسابقة جديدة في منظومة امن البحر الأحمر.
الضربات الرمزية الحوثية هي المسوغ السياسي كي تهدم طايرات إسرائيل على ما تبقى من رمق مؤسسات الجمهورية اليمنية في مناطق الحوثي. ستكون التصفية الثانية للجمهورية اليمنية بعد التصفية الاولى التي نفذها الحوثي.
إذا اشتد الأمر سيعود الحوثيون من حيث أتوا؛ من كهوف تأويهم ويتركون الناس يواجهون كارثة لا يلتفت اليها احد.
لن تكتب المنظمات الدولية شيئا عن قتل المدنيين ودمار مصالح الشعب والخراب والقصف كما كانت تفعل مع التحالف العربي دون الالتفاف إلى ما كان يفعله الحوثيون في بداية الحرب في اليمن. ولن تنفع الحملات الحقوقية. إسرائيل ليست السعودية وامن إسرائيل غير امن السعودية لدى القوى الدولية المؤثرة في السياسات العالمية.
ستعيد هذه الحرب اليمن إلى العام صفر حضارة. ستسوى المباني بالارض ولن يكون هناك مؤتمر دولي لاعادة الإعمار.
لن تكون هناك جامعات ولا مدارس ولا مستشفيات ولا مستوصفات ومبان حكومية ولا مصالح عامة.
ستقصف الطائرات كل ما يتحرك، ستضرب وحتى لو نهق حمار في جبال رازح أو تحركت معزة في ريمة حُميد في سنحان .
كانت السعودية تخشى الحملات الإعلامية وتخشى مستقبل العلاقة مع اليمن واليمنيين. إسرائيل تمارس سياسة الارض المحروقة وقد أُطلِقت يدها.
مناصرة اهل غزة واحب اخلاقي واسراييل ليست سيد العالم. لكن خوض حرب معها تحتاج ارادة جمعية ومؤسسة تمتلك شرعية وطنية وقبول شعبي لتحمل العبء.
الحوثيون هم الوجه المحلي لاسراءيل في اليمن سلوكا وعقيدة. لم يسبق وان انقسم الشارع العام في اليمن إلى هذا المستوى من الانقسام وظهور اصوات تتسامح مع قصف إسرائيل لليمن. يتحمل الحوثيون مسؤولية هذا الانقسام في الوعي والضمير اليمنيين.
الحوثيون يرهنون اليمن إلى طرف غاشم لا يراعي عهدا ولا ميثاق ولا يخشى لائمة ومتسلح بحماية أمريكية غير مشروطة.
إسرائيل الان في اعلى مستويات شرهها وشهيتها التوسعية. اي مناوشة في ظل اختلال الموازين وخارج اطار اخلاقي ووطني للحرب معها تعني توسيع رقعة نفوذها وبسط يدها وتثبيت تفوقها العسكري.
هناك فرصة ثمينة لتفادي الخراب بان تحل الجماعة الحوثية نفسها عسكريا وتدخل في سلام مع اليمنيين وتسلّم شؤون البلاد إلى الحكومة كون هذه الأخير تملك حق الاعتراف والرفض وتجنب البلد همجية إسرائيل.
هناك مسار سياسي شبه جاهز من شأنه رسم مستقبل اليمن ينبغي الانصياع له.
مصطفى ناجي
من صفحة الكاتب على موقع إكس