آخر تحديث :الأربعاء-25 ديسمبر 2024-02:55م

خطة "بيروت صنعاء"

الثلاثاء - 24 ديسمبر 2024 - الساعة 11:40 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


‏خطة “بيروت صنعاء “ محط نقاش المستوى الأمني الإسرائيلي ، وهما كلمتان تختصران حالة من البحث في كيفية إيجاد توليفة ،تعيد إنتاج النموذج اللبناني في اليمن، ومصير قيادات الحوثي في مجسم حزب الله.

لا تختلف النقاشات كثيراً في مقارباتها حول ضرورة التعامل مع جماعة صنعاء بصرامة دموية، ربما تفوق حصيلة دمار بيروت ، تلك قضية لم تعد محل تداول في الحكومة الإسرائيلية وبين الخبراء الأمنيين والعسكريين ، في ما يبقى جدل الأفكار الإضافية حول أيهما اولاً ضرب إيران أم الحوثي أم كليهما في وقت واحد.

يذهب الخبراء الإسرائيليون إلى تشبيه إيران بالأخطبوط المتعدد الأذرع ، فضرب الرأس يعطل حركية الذراع ويشل فعاليته، فيما التوجه نحو قصف الحوثي فقط ، يضع إحتمالية إعادة تسليحه مجدداً وضخ أدوات القوة في جسمه ثانية في حكم الوارد.

ما يجعل الحالة الحوثية مختلفة والتعاطي معها أكثر شمولية ونجاعة ، هو طبيعة الخطاب الإسرائيلي ،الذي يربط بين تهديدات الحوثي لتل أبيب والخطر الذي يعم الإستقرار الدولي ويهدد مصالح عموم الدول ، وبالتالي فإن قادم الجهد العسكري لن يكون إسرائيلياً محضاً بل دولي عربي يعزل الحوثي عن حاضنته، يقطع حبله السري مع إيران، ومن ثم يدمره كلياً عسكرياً ويشرعن إبادة قياداته كجماعة إرهابية ، لا كطرف سياسي شريك في جهود التسوية.

في هذا التصور مساحة للقوات المحلية بإعادة تأهيل جيوشها، وخوض معركة بالشراكة مع التحالف المزمع إنشائه، مهمتها مسك الأرض، وتحويل النصر العسكري إلى مكاسب سياسية ،تمضي نحو إستعادة الدولة، وتقديم البديل الأقل احتراباً داخلياً، والأكثر إنفتاحاً على مطالب وحقوق حملة المشاريع المتعددة، وهنا تبرز القضية الجنوبية ، التي يعول على ذراعها العسكري أهمية إستثنائية، في قيادة معركة الخلاص من الحوثي في كل اليمن.

الصراع مع الجماعة لم يعد عسكرياً أسيراً بالجغرافيا اليمنية ومعزولاً عن ماسواه من مشاريع سياسية ، هو الصفحة الأخيرة في رسم شرق أوسط مختلف ، ينتهي بسلام (إبراهيمي) وتطبيع كامل ، مع وعود بحل القضية الفلسطينية وربما غير قابل للتحقيق.

ومادون تصفية الحوثي ستبقى تلك المشاريع مرحلَّة ومؤجلة لسنوات طوال غير محددة.

الخلاص من الحوثي حاجة يتخطى اليمن، ويأخذ الطابع المفتاحي لإكمال صياغة خارطة لعهد جديد، تتبدل فيه الأدوار وتصبح إيران عدو الجميع ، وإسرائيل الحليف المعتمد كقوة عسكرية وإقتصاد رائد وسياسة وازنة .

السعودية منخرطة في الجهد الدولي وبالتالي تقاسم حصص مابعد تسوية ملف اليمن، وإن إدعت غير ذلك ، يكفي تتبع التغيير الحاد تجاه الحوثي في خطابها الإعلامي، وتمرير المواقف عبر قنواتها الممولة.