آخر تحديث :الأربعاء-02 أبريل 2025-01:57ص

تعيين غالب: انتصار شخصي ودرس مرير لليمن

الثلاثاء - 11 مارس 2025 - الساعة 02:43 ص

مصطفى ناجي
بقلم: مصطفى ناجي
- ارشيف الكاتب


تعيين (أمير) عامر غالب سفير أمريكا في بلد عربي هو انتصار لدولة المؤسسات والمواطنة في امريكا وليس مكسبا سياسياً مباشراً لليمن واليمنيين.


سيذهب أمير غالب لخدمة أمته الأمريكية التي استوعبته بتشريعاتها والتي بديموقراطيتها سمحت له ان يصبح مواطناً وينخرط في المجال السياسي. ويرتقي اعلى المناصب في بلاد يتقلص فيها التمييز وتظهر جدوى الكفاءة والتفاعل والالتزام السياسي والحزبي .


سيكون من المجاملة والتفاخر المجاني ان نقول هؤلاء ابناؤنا لكن الحقيقة المرة هي اننا نفقد يوما تلو آخر كوادر وعقول وفرص وامكانيات كبيرة بسبب عقلية الإقصاء والاستعلاء والتشطير ورفض المواطنة وعدم احترام القانون وعداء الحقوق والحريات.


تعيين يمني سفير لدولة اخرى في دولة ثالثة هي رسالة لنا ان نستوعب الدرس. لم نقبل بانفسنا ولا بجيراننا. نحن شعب تنخره امراض ما قبل المواطنة المتساوية وها هو يجرّف كل مكتسباته من حقوق وحريات ومؤسسات في لحظة واحدة وجزء منه يعود او يجر الناس إلى العودة إلى الماضي وتقبيل الرُكب والتفاخر بالمنبت ووثنية تأليه بشر لاضطهاد بشر.


سأبارك لأمير غالب على ما اكتسبه من شرف شخصي واهنئه على قدرته على الاندماج في وطنه الجديد، وانه سيكون انموذجا لليمنيين في بلاد المهجر . لكن سأتحفظ على خياراته الايديولوجية وتحالفاته وهذا لا يخصم شيئاً من نجاحه المهني والسياسي.

إلا أني سأتحسر اولاً على نفسي وأنا في عمر أمير غالب وقد غدوت منفياً محشورا في خيارات ضيقة بلا افق. واتأسف ثانياً اكثر على بلاد اليمن التي تغرق في شتات وتقهقر وانقسام وحرب طاحنة وجوع وفقر لا مخرج منظور من كل هذا.


مصطفى ناجي

من صفحة الكاتب على موقع فيس بوك