آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-04:18م

عودة مطلوبة وإن تأخرت!

السبت - 19 أبريل 2025 - الساعة 12:37 ص

عبدالوهاب طواف
بقلم: عبدالوهاب طواف
- ارشيف الكاتب


كان لي في صنعاء صديق عزيز، ذكي، يحب الحياة، محبوب من الجميع.

كان كل همه إطعام أسرته وإنجاز عمله، ولم يكن له صلة بالسياسة، سواء السياسة السادة، أو المخلوطة بالدين.


تركت صنعاء العزيزة في بداية 2015، بعد تهديدات حوثية وملاحقات سلالية.


في نهاية عام 2015، تفاجأت باتصال من صديق لنا مشترك، قال: صاحبك فلان تحيوث، الحقه قبل أن يغرق في ظلمات العقائد الظلامية.

قلت له مش معقول، إلا فلان، فله عقل راجح، ويعشق الهوية اليمانية، ولا يمكن يتلطخ بسواد السلالية.

وفعلًا قاده حظه العاثر إلى سراديب العصابة، طمعًا في حياة هادئة دون ملاحقات وشكوك، وبسبب الخوف من التعثر بصخور العصابة الصماء.

لأنه نابغة في تخصصه، عُين في مناصب فنية رفيعة، وأصبح مدرب لهم في مجاله.

حاولت عدة مرات التواصل به دون جدوى، حتى أنه لم يرد على رسالة تعزيتي له بوفاة والده.

تركته للزمن، وكنت على قناعة تامة أن جسده النحيل لن يتحمل سموم الملازم، مهما حاول التأقلم مع مرارة مذاقها، وبشاعة شكلها.

أمس الليل، تفاجأت برسالة منه قال فيها:

تعبنا ياصديقي، دوروا لنا مخرج، أهلكونا الله يهلكهم.

كلمات قليلة، ولكنها لخصت مرارات 10 سنين عجاف؛ مرت عليه، وعلى كل اليمنيين.

سنوات قهر وتسلط وحرمان، وصراخ وهدار ملان الدنيا، أوصلته إلى حافة الانهيار.

ترددت في الرد عليه، ولكن بعد ساعة كتبت له: ستنفرج قريبًا بإذن الله تعالى.

وعودتك، وعودة كل من حايد أو هادن أو جامل العصابة العنصرية على حساب وطن، هي عودة للحق ولتراب اليمن ولهويته، ولمحيطه العربي، وللحياة الطبيعية؛ الخالية من الملزمة والصرخة والشعار، والزامل والبردقان والكبتاجون، والسيد والمحاضرة الإيمانية، وهات وأدفع!

حيا ومرحب بمن لم تتلطخ أيديهم بدماء اليمنيين.

الخلاصة: كونوا على ثقة، إذا شعر الناس بقرب الخلاص، وتقدم القوات المسلّحة اليمنية، سيخرج حتى الأطفال؛ لملاحقة العصابة بالدساميس والأحذية.

جمعتكم مباركة