وقع ذراع إيران باليمن في مأزق غير مسبوق، حيث وجهت مليشيا الحوثي الإرهابية رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حملت في ظاهرها لغة التحدي، لكنها عكست في مضمونها حالة الارتباك والعجز التي تعاني منها الجماعة في مواجهة العقوبات والضربات الجوية الأمريكية المستمرة منذ 15 مارس الجاري.
الرسالة، التي أرسلها رئيس ما يُسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" مهدي المشاط، حاولت تصوير العقوبات الأمريكية على الجماعة بأنها "قرارات خرقاء"، لكنها في الوقت ذاته أقرت ضمنياً بوقعها المؤلم، حيث وصفها المشاط بأنها "تجاوز لكافة المواثيق الدولية"، داعيًا المجتمع الدولي إلى رفضها.
ورغم محاولة التقليل من أثر العقوبات، عاد المشاط ليؤكد أن القرارات الأمريكية تمثل تهديدًا واسعًا، مما يعكس ارتباك الحوثيين وفشلهم في إيجاد حلول لمواجهتها.
كما أشار المشاط إلى وجود "تنسيقات جارية" لمواجهة العقوبات، لكنه لم يوضح طبيعة هذه الخطوات، مكتفيًا بإطلاق تهديدات غامضة حول "خيارات لم يتم الإعلان عنها بعد".
أما فيما يتعلق بالغارات الجوية الأمريكية التي تستهدف معاقل الحوثيين منذ منتصف مارس، فقد تجاهلت الرسالة الإشارة إلى أي رد عسكري حقيقي، واكتفى المشاط بالقول إن لدى الجماعة "خيارات سيتم الإعلان عنها عند اللزوم"، في اعتراف ضمني بعدم قدرتهم على التصدي للهجمات أو الرد عليها بفعالية.
و تأتي هذه التطورات في وقت يتكبد فيه الحوثيون خسائر فادحة، مع تصعيد العقوبات الأمريكية واستمرار الغارات الجوية المكثفة، مما يضع الجماعة أمام خيارات محدودة، أبرزها التراجع أو الانهيار التدريجي تحت وطأة الضغط العسكري والاقتصادي المتزايد.