آخر تحديث :الإثنين-31 مارس 2025-07:17م

السلام المنسوج على مقصلة الحوثي

السبت - 29 مارس 2025 - الساعة 04:34 ص

نزار الخالد
بقلم: نزار الخالد
- ارشيف الكاتب


لا شك أن الجميع، حتى أولئك الذين ليس لديهم أبجدية في السياسة، يدركون أن الحوار الذي يؤدي للسلام لا بد أن يخضع لمعايير واشتراطات أبرزها وجود الرغبة الحقيقية للحوار الذي يطوي ملف الحرب والنزاع وتقديم المجرمين للقضاء.


و هذه الأيام كثر متعهدو مبادرات السلام الدوليين والاقليميين وحتى المحليين في بلادنا، والمشكلة أنهم لا يظهرون إلا عندما يكون الحوثي في مأزق. ليس في هذه الحرب التي انقلب الحوثي فيها على الدولة بل منذ الحروب الست، حيث يشكلون طوق النجاة ينتشلهم من الغرق سالمين غانمين.

هؤلاء المتعهدون يغمضون أعينهم عن جرائم الحوثي السابقة و كلما تزايدت الاستفزازات والاعتداءات التي يرتكبها الحوثيون حاليا في حق ابناء شعبنا اليمني بشكل يومي، ولا يكترثون لأحد او يأبهون بوازع اخلاقي او ديني ولا يرون مئات الآلاف من القتلى والأرامل و المعوقين.


هكذا جرت العادة، فكلما كان الحوثيون في مأزق او اقتربت ساعة الاجهاز على مشروعهم الطائفي يظهر سماسرة السلام ويتسابقون لإطلاق مبادرات الحوار اليمني - اليمني والدعوة الى وقف الحرب والتصعيد. هذه الظاهرة تثير تساؤلات كثيرة حول السبب الذي يدفع بدول للمضي نحو انقاذ الحوثيين، رغم الجرائم البشعة التي يرتكبونها بحق الشعب اليمني ولا نجدهم حتى يستنكرون ما تفعله مقصلة الحوثي باليمنيين، حيث لا ترحم طفلًا ولا امرأه ولا كبيرًا في السن.


وهنا، يجب أن يتم التذكير بأن الحوثيين ليسوا سوى جماعة إرهابية تهدد سلامة اليمن والمنطقة بأسرها من خلال أفكار طائفية هدامة للجميع، لا يمكن التسامح معهم أو انقاذهم بالحوار الذي يمكنهم من استعادة قوتهم على حساب حقوق الشعب اليمني واليمن.


يجب أن يكون الحوار اليمني - اليمني مبنيًا على مبادئ العدالة والشفافية وضمان محاسبة الجميع ممن ارتكبوا جرائم حرب ولا يمكن أن يكون الحوار الوطني سبباً لتبرير جرائم الحوثيين أو للتساهل معهم بأي حال من الأحوال.