أمام فضيحة جديدة تعكس استغلال مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، للأوضاع الاقتصادية في اليمن، كشفت مصادر اقتصادية وثيقة الاطلاع أن الجماعة حققت أرباحًا تجاوزت 65.46 مليون دولار من بيع شحنة وقود مغشوش تم تفريغها في ميناء رأس عيسى، وسط صمت رسمي وغياب أي محاسبة.
وبحسب المصادر، وصلت الشحنة على متن الناقلة "Love"، وكانت تحمل نحو 60 ألف طن من البنزين الملوث، والذي تسبب بتعطل آلاف المركبات، خاصة في صنعاء ومناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، ما فاقم من معاناة المواطنين اليومية.
ورغم الكارثة، تستعد الميليشيا الحوثية لتوزيع شحنة جديدة من البنزين الفاسد خلال الأيام القليلة القادمة، في خطوة توصف بـ"المتعمدة" وسط تجاهل صارخ للمطالب الشعبية المتزايدة بالتحقيق والمحاسبة.
وشهدت العاصمة المحتلة صنعاء ومدينة إب مؤخرًا أزمة متجددة للوقود الملوث، حيث تعطلت مئات السيارات والباصات بعد تعبئتها من محطات رسمية تديرها شركة النفط الحوثية.
وأفادت مصادر محلية أن ورش الصيانة تغص بالمركبات المتضررة، في ظل ارتفاع غير مسبوق في كلفة الإصلاح، يقابله صمت رسمي مخيف من الجهات المسؤولة.
وتتوالى هذه التطورات بعد الفضيحة التي أثارت غضبًا واسعًا، حين ثبت أن البنزين الموزع يحتوي على نسب مرتفعة من مادة الرصاص، ما أدى إلى تلف في محركات السيارات وتآكل أنظمة الاحتراق الداخلي، تاركًا المواطن تحت وطأة الخسائر المالية الثقيلة في ظل الفقر والحرب.
مصادر خاصة كشفت كذلك عن وصول ناقلة جديدة تُدعى "Palm" إلى ميناء رأس عيسى خلال عطلة العيد، وعلى متنها 37 ألف طن من البنزين الملوث، مملوكة لنفس الشركة التي تمتلك الناقلة "Love" والمعروفة باسم تاج أوسكار.
وفي الوقت الذي تتزايد فيه الأصوات المطالبة بفتح تحقيق عاجل، تواصل شركة النفط الحوثية سياسة التعتيم، دون إصدار أي بيانات أو وعود بالمحاسبة، مما يعزز الشكوك بأن الأزمة مفتعلة لتمويل مصالح مالية خاصة، في ظل انعدام الرقابة وسقوط أي شكل من أشكال المساءلة.