صراع داخلي متصاعد داخل مليشيا الحوثي، كشفته حملة اعتقالات واسعة شنتها الجماعة وطالت أكثر من ثلاثين موظف حكومي في العاصمة المحتلة صنعاء، بعد تعرض عربات عسكرية تابعة لها لأعطال مفاجئة، شلّت قدرتها على التحرك في توقيت وصف بالحساس قبيل هجوم بري مرتقب.
وقالت مصادر مطلعة إن الحملة الأمنية التي نفذها جهاز الأمن والمخابرات الحوثي استهدفت موظفين في وزارات الشؤون الفنية، النفط والمعادن، والمواصفات والمقاييس، إلى جانب عناصر من الدفاع والاقتصاد، وذلك على خلفية اتهامات خطيرة بتعمّد إدخال مواد فاسدة في شحنات الوقود والمعدات الفنية.
ووفقًا للمصادر، فإن المواد المستخدمة تضمنت مركّبات لاصقة مثل الشمع والسكر، ما أدى إلى تعطل عدد كبير من الآليات العسكرية ومحطات الخدمة في مناطق سيطرة الحوثيين، وسط حالة من الغضب والتخبط داخل صفوف الجماعة.
وتحدثت قيادات حوثية عن "مؤامرة داخلية" تهدف إلى إضعاف الجبهة من الداخل، وربطت ما حدث بتواطؤ مع ما أسمته "العدو الأميركي والإسرائيلي"، في اتهام مباشر بأن هناك اختراقًا أمنيًا يضرب مؤسسات الجماعة من العمق.
ويأتي هذا التطور في وقت حرج، حيث تتأهب قوات الحوثي لاحتمال هجوم بري من خصومها الإقليميين، ما يزيد من حدة التوتر والتخبط داخل أروقة سلطتهم غير المعترف بها.
مصادر التحقيق تحدثت عن ارتباك واضح في سير العملية، وسط تبادل اتهامات بين وزارتي الدفاع والاقتصاد، فيما دخلت نيابة الأموال العامة على الخط، ما يعكس حجم القضية وتشابك خيوطها.
وتصف بعض الأصوات داخل الجماعة ما جرى بأنه "نسخة يمنية من فضيحة أجهزة الاتصالات في جنوب لبنان"، في إشارة إلى صفقة اتهمت بإضعاف حزب الله سابقًا، ما يؤشر إلى مخاوف جدية لدى الحوثيين من وجود طابور خامس يخترق مفاصلهم.