مشهد صادم عكسه انهيار المنظومة الصحية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، إذ تفاجأ أهالي مديرية السدة بمحافظة إب بتعفن عدد من الجثث داخل ثلاجة الموتى بمستشفى علي عبدالمغني، نتيجة توقف المولد الكهربائي بعد نفاد الوقود، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي لعدة أيام دون أي تدخل من السلطات الحوثية.
مصادر طبية من داخل المستشفى أفادت أن الثلاجة كانت تضم عشرات الجثث، بعضها لضحايا حوادث وأخرى لأشخاص توفوا لأسباب مرضية، قبل أن تتحول إلى كارثة صحية بعد تعفن الجثث نتيجة غياب التبريد.
ووصفت المصادر الوضع بأنه "انهيار أخلاقي وطبي"، مشيرة إلى أن إدارة المستشفى تقف عاجزة تمامًا عن توفير الوقود لتشغيل المولدات، في ظل غياب الدعم والإشراف من وزارة الصحة الحوثية التي لا تولي أي اهتمام لحياة الناس، أحياءً كانوا أو أمواتًا.
وتزايدت في الآونة الأخيرة شكاوى المواطنين من سوء الخدمات الصحية وانعدام الأدوية، مقابل ثراء فاحش لقيادات الجماعة التي تواصل نهب إيرادات المؤسسات العامة، وتوجيه الدعم المخصص للقطاع الصحي نحو أنشطتها العسكرية.
مطالبات محلية وحقوقية تعالت بفتح تحقيق فوري لمحاسبة المتسببين في هذه الفضيحة الإنسانية، التي تعد واحدة من أبشع صور الإهمال والفساد في مناطق سيطرة الحوثيين.