مشهد لا يخلو من الكوميديا السوداء، خرج ما يسمى بـ ناطق مليشيا الحوثي، يحيى سريع، إلى الواجهة بتصريح جديد مثير للجدل، زعم فيه أن جماعته نفذت هجوماً جوياً على "أهداف عسكرية إسرائيلية" في تل أبيب باستخدام طائرتين مسيرتين من طراز "يافا".
لكن ما لم يقله سريع في بيانه الحماسي، أن إحدى تلك "المسيرات المجيدة" سقطت بكل فخر في محافظة مأدبا الأردنية، بعيداً جداً عن مسرح المعركة المزعوم.
الجيش الأردني بدوره، فاجأ الجميع مساء الجمعة بإعلانه سقوط طائرة مسيرة مجهولة الهوية جنوب العاصمة عمان، تحديداً في منطقة ماعين، ما أدى إلى اندلاع حريق محدود دون أي إصابات بشرية.
الخبر أثار ضجة واسعة، ليتبيّن لاحقاً أنها إحدى المسيرتين الحوثيتين التي كانت "في طريقها" إلى تل أبيب وضلّت الطريق بشكل كارثي.
وتداول ناشطون مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار الطائرة بين الأشجار، في مشهد بدا أقرب إلى فيلم درامي من كونه "عملية عسكرية نوعية"، كما وصفها سريع.
وبينما يصر الحوثيون على أن طائراتهم تزرع الرعب في قلب إسرائيل، كانت شظاياهم تحرق الأعشاب البرية في الأردن، وسط استنفار فرق الدفاع المدني لإطفاء الحريق الناتج عن "العملية الاستراتيجية" التي انتهت بسقوط فني مدوي.
يبدو أن الحوثيين بحاجة لإعادة معايرة بوصلات طائراتهم، أو على الأقل، التوقف عن استخدام أسماء المدن المستهدفة كأسماء للطائرات، فـ"يافا" هذه المرة، سقطت على أبواب عمّان، لا على أسوار تل أبيب.