آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-02:16ص
قالوا عن اليمن

ورقة طهران "الأخيرة".. الحوثيون "بند غير معلن" في محادثات مسقط

ورقة طهران "الأخيرة".. الحوثيون "بند غير معلن" في محادثات مسقط
الأربعاء - 16 أبريل 2025 - 09:59 م بتوقيت عدن
- عدن، نافذة اليمن- إرم نيوز


اتفق سياسيون وعسكريون يمنيون، على أن طهران ستستخدم ممارسات ميليشيا الحوثي الإقليمية ورقة لتحقيق مكاسب ونقاط لصالحها خلال المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن، التي عُقدت أولى جولاتها السبت الماضي في عاصمة سلطنة عُمان مسقط.


ويرون، أن "المفاوضات بين الطرفين، غير المباشرة، تُعد محطة مفصلية ستُفرز انعكاسات مباشرة على سلوك وتصرفات ميليشيا الحوثيين في اليمن، لا سيما وأن المفاوضات تأتي في ظل عملية عسكرية تقودها الولايات المتحدة ضد أهداف حوثية، أطلقتها منذ أكثر من شهر".



وتسعى أمريكا، من خلال ضرباتها العسكرية إلى تحجيم القدرات العسكرية لميليشيا الحوثيين، بما يضمن عدم تشكيل أي مخاطر أو تهديدات مستقبلية على أمن وسلامة خطوط الملاحة الدولية، كما أعلنت ذلك في أكثر من مرة، ما يجعل "الحوثيين" ذراع إيران في اليمن، أحد الملفات التي ستكون على جدول المناقشات وإن لم يتم الإعلان عن ذلك.


ومن هنا ستوظّف إيران ميليشيا الحوثيين كورقة ضغط، تضبط وتيرة تصعيدها وخفضها، حسب مصالحها التي سترسمها مسارات المفاوضات، المزمع عقد جولتها الثانية مطلع الأسبوع المقبل.


أداة للمساومة


يقول نائب رئيس التوجيه المعنوي بقيادة محور تعز العقيد عبدالباسط البحر: "نُدرك جيدًا أن إيران لم تنشئ أذرعها في المنطقة من أجل حماية مصالح هذه الميليشيات، بل العكس تمامًا فالميليشيات تعمل على خدمة مصالح إيران".


ويرى البحر، خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "إيران على استعداد لتقديم تنازلات كبيرة، بما في ذلك التضحية بالحوثيين أو غيرهم من أذرعها في العراق ولبنان، إن اقتضت مصلحتها ذلك، وقد رأينا بالفعل أولى هذه التنازلات في العراق، حين وافقت بعض الميليشيات المسلحة الشيعية على تسليم أسلحتها، كما بدأت إيران تتخلى عن ميليشيا حزب الله في لبنان، حيث بات الحزب في حالة احتضار حقيقية".


ويؤكد البحر، على أن ميليشيا الحوثيين "ستكون أداة للمساومة خلال المفاوضات، قد تضطر بموجبه إيران إلى منعها من استهداف الملاحة البحرية، مقابل استمرار تزويدها بالسلاح والدعم، وهذا الأمر سيُضعف ميليشيا الحوثيين كثيرًا داخليًا وخارجيًا".


"الخطر الحوثي يفوق نووي إيران"


ويُشير البحر، إلى أن "الملف الحوثي في اليمن يُشكّل خطرًا يفوق الملف النووي الإيراني، من حيث التهديد للملاحة الدولية، وأمن الخليج، والتأثير الإقليمي، ولذلك فإن ميليشيا الحوثيين تعتبر مشروعًا نوويًا ثانيًا بالنسبة للولايات المتحدة".


ويلفت إلى أن: "أمريكا، ترى أن أي مفاوضات ناجحة مع إيران يجب أن تتضمن تخليها عن ميليشيا الحوثيين وأذرعها الأخرى، وإذا فشلت المحادثات، فإن خيار الحرب والمواجهة سيعود، كون الولايات المتحدة تعلم يقينًا أن ضرب الحوثيين هو ضرب مباشر لإيران، كون القرار الحوثي يصدر من طهران وليس من صنعاء أو صعدة"، مضيفًا: "أما إذا نجحت المحادثات، فسيكون الثمن هو تسليم إيران لمشروعها النووي وتخليها عن ميليشياتها".



"المحادثات ستنعكس على الحوثيين"


من جهته، قال الصحفي والباحث السياسي محمد العولقي، إن "الجميع يعرف أن ميليشيا الحوثيين ليست سوى ذراع عسكرية واستخباراتية لإيران، ولا تمتلك استقلالية القرار، وبالتالي فإن أي تحول في مسار المفاوضات سينعكس عليها بشكل مباشر".


وأضاف العولقي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن: "مفاوضات لا يمكن قراءتها بمعزل عن التصعيد الإقليمي القائم خصوصًا في ظل اشتداد الأزمة في اليمن وتصاعد تهديدات أذرع إيران في المنطقة"، لافتًا إلى أن "هذه المفاوضات وإن غُلّفَت بطابع نووي واقتصادي، تحمل في جوهرها محاولات لإعادة ضبط التفاهمات غير المعلنة بين واشنطن وطهران، وتشمل ضمنيًا إدارة ملفات النفوذ الإيراني ومنها الحوثيون في اليمن".


ويتوقع العولقي، أنه "إذا اتجهت المفاوضات نحو تهدئة وتفاهمات، فقد نشهد مساعي إيرانية لفرملة التصعيد الحوثي مؤقتًا كورقة حسن نية أو لاستخدام ذلك كورقة ضغط لتحصيل مكاسب تفاوضية أكبر"، متابعًا: "أما في حال تعثر المفاوضات أو استخدامها كغطاء للمماطلة فقد توعز طهران لميليشيا الحوثيين بتوسيع دائرة التصعيد سواء ضد الداخل اليمني أو عبر استهداف الممرات الدولية لإرباك خصومها ورفع كلفة الضغط عليها".



اليمن سيدفع ثمن الستويات


وأردف العولقي: بأن "تأثير المفاوضات على ميليشيا الحوثيين مرتبط ليس فقط بنتائج الحوار، بل بطبيعة إدارة واشنطن لهذا الملف، فإذا استمرت الإدارة الأمريكية في الفصل بين الملف النووي والسلوك الإقليمي الإيراني، فإن الحوثيين سيبقون ورقة تخريب إيرانية نشطة في اليمن وسيُمنحون مزيدًا من الوقت لإعادة التموضع والتسليح وتهديد الجنوب واليمن والمنطقة بأكملها".


وفي المقابل، يقول العولقي، "إن إدراج ملف الميليشيات، ضمن أي اتفاق أو تفاهم وربط تخفيف العقوبات على طهران بوقف دعمها العسكري واللوجستي للحوثيين، قد يكون بداية لتحجيم هذا الذراع وإضعافه ميدانيًا وسياسيًا.


وخلص العولقي إلى أنه "لا بد من التأكيد أن أي مقاربة جزئية للأزمة مع إيران ستبقي اليمن رهينة للابتزاز، ولن تُفضي إلى سلام حقيقي، وأن اليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص، سيكون أول من يدفع ثمن أي تسويات لا تضع في أولوياتها تفكيك منظومة الحوثي كذراع إرهابي عابر للحدود".


كبح جماح الحوثي


بدوره، أكد المحلل السياسي فؤاد مسعد، أن "الإدارة الأمريكية تُدرك جيدًا أن ميليشيا الحوثيين أداة إيرانية تتحرك وفق أجندة ومصالح طهران"، وأنهم سيكونون حاضرين في المفاوضات القائمة بين الطرفين.


ونوه مسعد، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى ضرورة "الأخذ بعين الاعتبار، أن القرار الأمريكي بتصنيف ميليشيا الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، يجعل لها وضعًا خاصًا"، مبينًا: "بمعنى أنه حتى لو توافقت واشنطن مع طهران في بعض القضايا مثل الملف النووي والتصعيد في العراق والخليج العربي، سيظل للحوثيين تعامل خاص يتمثل في ضرورة كبح جماح قواتهم التي تهدد الملاحة البحرية في باب المندب والبحر الأحمر".


ولفت مسعد، إلى أن "هناك تصريحات وأحاديث إيرانية كثيرة، تفيد بأن الحوثيين يتخذون قرارهم بأنفسهم، وهذا مؤشر على أن إيران لن تلتزم بالنيابة عنهم في أي مفاوضات، سواءً مع الولايات المتحدة أو غيرها".


الحوثي ورقة بيد إيران


من جانبه، لا يستعبد المحلل السياسي أحمد عائض "أن تكون ميليشيا الحوثي أداة رخيصة تُعرض للبيع في المزاد الأمريكي في المفاوضات التي تخوضها مع طهران، حيث ستقدمها إيران كسلعة ستتنازل عنها لتحقيق مكاسب تخدم مصالحها".


وذكر عائض، في حديثه لـ"إرم نيوز" أن "كل المؤشرات توحي بأن إيران تستخدم ميليشيا الحوثيين كورقة ستلعب بها خلال أطوار المفاوضات مع واشنطن، ويظهر ذلك جليًا من خلال موافقة العديد من المكونات المسلحة الشيعية على سحب السلاح منها، وهي صورة من صور التنازلات الإيرانية لتحقيق مكاسبها الذاتية، كما تركت ميليشيا حزب الله تواجه مصيرها وحدها دون أي تدخل منها، حتى بات الحزب في مرحلة احتضار بكل ما تحمله الكلمة من معنى".


وأردف، بأن "الدور المقبل على ميليشيا الحوثيين في اليمن، حيث ستجبرهم طهران على منع استهداف خطوط الملاحة الدولية وإسرائيل، وفق تفاهمات معينة، مقابل مدها وتزويدها بالدعم العسكري وتصدير الأسلحة والصواريخ الباليستية مستقبلًا، وهذا ما سيؤثر على قدراتهم بشكل كبير على الصعيد المحلي والخارجي".


ويرى عائض، أن "إيران مستعدة للتخلي عن هذه الميليشيات، سواءً في اليمن أو العراق أو لبنان، إذا اقتضت مصالحها ذلك، فهي أنشأت أذرعها في المنطقة من أجل خدمة مصالحها العُليا ليس إلا".