في جريمة مروعة هزّت محافظة أبين، أقدم رجل أربعيني على قتل زوجته ذبحًا داخل منزله في قرية القُليتة شرق مديرية مودية، قبل أن يلوذ بالفرار إلى جهة مجهولة، تاركًا خلفه فاجعة عائلية وإنسانية هزت وجدان الأهالي.
وأفادت مصادر محلية أن الجاني يُدعى مرزق محفوظ عكين، من أبناء محافظة شبوة ويقيم في مودية، ويعيل أربعة أطفال، ارتكب جريمته البشعة بحق زوجته في عقدها الثالث من العمر، بسلاح أبيض (سكين) وسط ظروف غامضة لم تتضح ملابساتها بعد.. مشيرة إلى أن الزوج الجاني أظهر تصرفات غير طبيعية خلال الفترة الأخيرة، فيما نقلت المصادر عن أقاربه أنه يعاني من "السحر" منذ عدة أشهر.
وتسود القرية حالة من الصدمة والذهول، حيث عبّر السكان عن غضبهم واستنكارهم الشديدين للجريمة التي وصفوها بـ"الوحشية"، مطالبين بسرعة تعقّب القاتل وتقديمه للعدالة.
ورغم تداول أنباء عن معاناة الجاني من اضطرابات نفسية، إلا أن الجهات الأمنية لم تؤكد هذه الفرضية حتى الآن، مكتفية بالإشارة إلى أن التحقيقات جارية لكشف دوافع الجريمة وتفاصيلها.
وأكدت الأجهزة الأمنية أنها باشرت جمع الأدلة ومتابعة التحريات لتعقّب المتهم، مشددة على أن العدالة ستأخذ مجراها، وأنه لا مفرّ من القصاص في جريمة هزّت الضمير الإنساني وأعادت تسليط الضوء على واقع العنف الأسري المتفاقم.
وتبقى التفاصيل الكاملة للجريمة طي الكتمان حتى كشف نتائج التحقيق، فيما يعيش أبناء القرية على وقع صدمة لا تزال مشاهدها محفورة في وجوه الأطفال الأربعة الذين فقدوا أمهم، وفرّ والدهم القاتل.
وخلال السنوات الأخيرة من عمر الأزمة اليمنية، شهد البلد تصاعدا في معدلات الجرائم الأسرية على نحو غير مسبوق، في مختلف المناطق، في حين تعزو السلطات الأمنية التابعة للحكومة المعترف بها دوليا معظم مرتكبيها إلى الإصابة بالأمراض النفسية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 7 ملايين يمني يعانون من الأمراض والصدمات النفسية الناجمة عن سنوات الحرب وتردّي الظروف المعيشية إلى أدنى المستويات.
في وقت تغيب فيه الرعاية الصحية النفسية، ويعاني هذا القطاع من تناقص كبير في موارده أخيرًا.