كشفت مصادر استخباراتية مطلعة عن شبكة سرية واسعة تديرها مليشيا الحوثي من داخل سلطنة عُمان، تُستخدم كغطاء لعمليات تهريب الأسلحة والتقنيات العسكرية من إيران إلى اليمن، في وقت تتصاعد فيه التحركات الدولية لتجفيف منابع تمويل وتسليح الجماعة الإرهابية المصنفة حديثاً كـ"منظمة إرهابية أجنبية" من قبل واشنطن.
وبحسب المعلومات التي أوردتها منصة "ديفانس لاين" اليمنية المتخصصة بالشأن العسكري، فإن قيادات حوثية أمنية رفيعة تنشط عبر محطة استخباراتية في العاصمة مسقط، تعمل تحت غطاء سياسي وتجاري يقوده المتحدث باسم الجماعة ورئيس وفدها التفاوضي، عبدالسلام صلاح فليته (المعروف بمحمد عبدالسلام)، المدرج على لائحة العقوبات الأمريكية، إلى جانب ضباط مخابرات بارزين.
ويُدير المحطة القيادي الحوثي هلال النفيش، بينما يُشرف على فرعها في ولاية المزيونة الحدودية الضابط عباد صالح الزايدي، أحد المطلوبين بتهم سابقة، من بينها اختطاف سياح أجانب في مأرب عام 2006. وتشير التقارير إلى أن الزايدي يُمارس مهامه بهويات مزورة ويتحرك بحرية بين اليمن وعُمان، ويُعتقد أنه يمتلك مزرعة ومنزلًا في المنطقة ذاتها.
وتُعد "المزيونة"، الواقعة قرب منفذ "شحن" اليمني، نقطة عبور مركزية لشحنات الأسلحة والطائرات المسيّرة وقطع الغيار الحساسة، التي تصل إلى جماعة الحوثي قادمة من إيران.
وقد أعلنت السلطات العمانية، أواخر مارس الماضي، ضبط محاولة تهريب طائرات مسيّرة وملحقاتها داخل مركبة عبر منفذ "صرفيت"، تزامنًا مع إعلان يمني عن ضبط 800 مروحة طيران مسيّر في ذات المنطقة.
وتوضح مصادر المنصة أن هذه الأنشطة تتم بتنسيق مباشر بين الحوثيين والحرس الثوري الإيراني عبر شبكة شركات وأشخاص يعملون في الظل، فيما تؤدي محطة الحوثيين في مسقط دورًا محوريًا في التنسيق اللوجستي والتمويلي.
دعوات متزايدة بدأت تظهر في واشنطن، أبرزها من السيناتور الجمهوري جو ويلسون، الذي طالب سلطنة عمان بإغلاق مكتب الحوثيين في مسقط ووقف احتضانهم، محذرًا من تورط محتمل في دعم أنشطة إرهابية تقوّض الأمن الإقليمي والدولي.
يُشار إلى أن سلطنة عمان، التي تستضيف مفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، تواجه ضغوطًا متزايدة مع تكشف أدوار خفية تُمارَس على أراضيها، في وقت يشهد فيه البحر الأحمر والمنطقة تصعيدًا عسكريًا ضد الحوثيين.
التحقيقات والاستخبارات الدولية ترصد... والأنظار تتجه نحو المزيونة، حيث يتقاطع مسار التهريب مع ملفات الأمن الإقليمي وخرائط النفوذ الإيراني.