تطور خطير يُفاقم معاناة اليمنيين، أعلن برنامج الأغذية العالمي تعليق إرسال شحنات الغذاء وتوزيعها في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، بعد أن أقدم المتمردون على نهب أحد مستودعاته في محافظة صعدة شمال البلاد، وفق ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" عن نائب المدير التنفيذي للبرنامج.
وأكد كارل سكاو، نائب المدير ومدير العمليات في برنامج الأغذية العالمي، أن الحوثيين استولوا على مستودع تابع للبرنامج في محافظة صعدة منتصف مارس الماضي، واستحوذوا على مساعدات غذائية تُقدّر قيمتها بـ1.6 مليون دولار، ما دفع البرنامج إلى تعليق أنشطته هناك.
وقال سكاو بلهجة صارمة: "لا يمكننا الاستمرار في بيئة عمل غير آمنة، لا يمكننا قبول احتجاز زملائنا أو موتهم في السجون، كما لا يمكننا غض الطرف عن نهب مواردنا". مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني بات أكثر تأزمًا وأن الأزمة الغذائية في اليمن تتفاقم بشكل غير مسبوق.
وكان البرنامج قد أوقف عملياته فعليًا في محافظة صعدة منذ فبراير الماضي بعد اعتقال الحوثيين لعدد من موظفيه وموظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى وفاة أحد العاملين في البرنامج أثناء احتجازه. ومع ذلك، كانت هناك محاولات لمواصلة العمل الإغاثي في مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين لكن على نطاق محدود.
ويأتي هذا التعليق في وقت يُواجه فيه اليمن أزمة غذائية خانقة، إذ يقدّر البرنامج أن نحو 17 مليون شخص – ما يعادل نصف سكان البلاد – يعانون من انعدام الأمن الغذائي، فيما أشارت تقارير فبراير إلى أن 62% من الأسر اليمنية غير قادرة على تأمين غذائها اليومي.
رغم تعليق الشحنات، أوضح سكاو أن البرنامج يسعى للحصول على إذن من الحوثيين لتوزيع المواد الغذائية المتبقية في المستودعات الأخرى، وفي حال الإفراج عن الموظفين المعتقلين، قد تُستأنف برامج المساعدات لنحو 3 ملايين شخص في الشمال.
في الجنوب، حيث تسيطر الحكومة المعترف بها دوليًا، يستمر البرنامج في تقديم المساعدات لنحو 1.6 مليون شخص، لكن الأزمة المالية تهدد استمرار هذه المساعدات أيضًا، بعد أن خفضت الولايات المتحدة تمويلها لبرامج الطوارئ في اليمن.
وفي ظل هذه التحديات، بدأ البرنامج تقليص عدد موظفيه داخل اليمن، حيث تلقى نحو 200 موظف – أي ما يمثل 40% من القوة العاملة – إشعارات بالتسريح المؤقت.
الأزمة الإنسانية في اليمن، التي تفاقمت بفعل سنوات الحرب والانهيار الاقتصادي، دخلت مرحلة جديدة من التعقيد، وسط غياب حلول حقيقية، وصمت دولي متزايد.