شنت مقاتلات أمريكية فجر اليوم الجمعة، غارات جوية مدمرة على ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة غربي اليمن، وذلك بعد ساعات قليلة على استهدافه في قصف مماثل مساء الخميس.
ووفقاً لمصادر محلية، فقد استخدمت الولايات المتحدة في الضربة الثانية أنواعاً من القنابل غير مسبوقة في اليمن، ما أدى إلى تدمير الميناء بالكامل ومسحه عن الخارطة، في ضربة وُصفت بأنها الأقوى منذ بدء التصعيد العسكري ضد مليشيا الحوثي.
ويُعد ميناء رأس عيسى آخر منفذ استراتيجي تستخدمه الجماعة لاستيراد وتصدير المشتقات النفطية، ما يجعل استهدافه بمثابة ضربة قاصمة لقدرات الحوثيين الاقتصادية واللوجستية.
تأتي هذه التطورات بالتزامن حراك دبلوماسي إقليمي سريع ومكثف، شهد سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى بين خصوم وأطراف حليفة على حد سواء.
وبرزت زيارة وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان إلى طهران، حيث التقى عدداً من كبار المسؤولين الإيرانيين، في مشهد يشير إلى تفاهمات جديدة تتبلور في المنطقة.
ويرى مراقبون أن توقيت الغارات الأمريكية، بالتزامن مع الحراك الدبلوماسي، يعكس تحولاً في قواعد الاشتباك الإقليمي، وتنسيقاً غير معلن بين قوى كبرى لإعادة رسم معادلة النفوذ في اليمن والشرق الأوسط عموماً.
و نفّذت القوات الجوية الأمريكية، في وقت سابق من مساء الخميس، سلسلة غارات جوية خاطفة ومركزة، استهدفت مراكز حساسة لمليشيا الحوثي الإرهابية في عدة محافظات، في ما وصفه مراقبون بـ"ليلة اللهب" التي هزّت مواقع الجماعة من وسط اليمن إلى سواحله الغربية.
في محافظة البيضاء، شنت المقاتلات الأمريكية سبع ضربات عنيفة، بينها أربع هزّت جبل "حيد علي"، المعقل الجبلي المطل على مدينة البيضاء، حيث كانت تتحصن قيادات ميدانية حوثية، بينما مزّقت ثلاث غارات دقيقة المجمع الحكومي الذي حولته المليشيا إلى غرفة عمليات عسكرية، إضافة إلى معسكر المجد في مديرية مكيراس.
وفي تطور موازي، دمرت غارات أمريكية شبكة الاتصالات العسكرية التابعة للحوثيين في قمة جبل علي، موجهة ضربة مباشرة لقدراتهم التقنية والتنسيقية.
إلى الغرب، تلقت ميليشيا الحوثي ضربة اقتصادية موجعة، بعد استهداف ميناء رأس عيسى في الحديدة بثماني غارات مركزة.
ووفق مصادر محلية، فقد دمّرت الغارات منشآت تخزين واستقبال الوقود الذي تستخدمه الجماعة في تمويل عملياتها الإرهابية وتهريب الأسلحة.
ولم تتوقف الضربات عند هذا الحد؛ بل طالت أيضًا جزيرة كمران، تزامنًا مع استمرار التحليق الجوي الكثيف فوق محافظة الحديدة.
وفي العاصمة صنعاء، هزّت غارات عنيفة معسكر الصمع في مديرية أرحب، حيث انفجرت مخازن أسلحة ضخمة تابعة للحوثيين، وسط أصوات دويّ هائلة هزّت الأحياء المحيطة.
وأكدت القيادة المركزية الأمريكية أن هذه العمليات تأتي ضمن استراتيجية مركّزة لتجفيف منابع التمويل الحوثي، وشلّ قدراتهم العسكرية، مع التأكيد على تجنّب الإضرار بالمدنيين.