آخر تحديث :الثلاثاء-22 أبريل 2025-05:18م
اخبار وتقارير

الحوثي يعزل شركاؤه في صنعاء خوفاً من اختراق خطير

الحوثي يعزل شركاؤه في صنعاء خوفاً من اختراق خطير
الثلاثاء - 22 أبريل 2025 - 01:20 ص بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - عدن

استبعدت المليشيات الحوثية عدداً من القيادات السياسية والحزبية، الشريكة معها صورياً في السلطة الانقلابية، من حضور اجتماع عالي المستوى عقده حديثاً ما يُسمى بـ مجلس الدفاع الحوثي؛ لمناقشة آخر مستجدات الضربات الأميركية، التي تستهدف مواقعهم العسكرية، ومراكز القيادة والسيطرة، ومقارّ الاجتماعات السرّية.

وأوضحت مصادر سياسية في صنعاء أن قادة الجماعة المنحدرين من صعدة تعمَّدوا تهميش شركائهم في الانقلاب، واستبعادهم من الاجتماع، ومن لقاءات عدة أخرى سابقة؛ بسبب عدم الثقة فيهم، إذ يتخوَّف قادة الجماعة من تسريب إحداثيات عن مواقعهم السرية، أو نقل المعلومات التي تسهِّل استهدافهم.

وعقد ما يُسمى بـ «مجلس الدفاع» الحوثي، الأحد، اجتماعاً في موقع غير معلوم، في مسعى من الجماعة لرفع معنويات أتباعها، والحديث عن صمودها في مواجهة الحملة الأميركية.

وعقب خسارة الانقلابيين كثيراً من مقراتهم السرية جراء استهدافها بغارات أميركية، ذكرت المصادر السياسية في صنعاء أن كبار القادة اختاروا موقعاً سرياً بوصفه مكاناً آمناً لعقد الاجتماع.

واختارت جماعة الحوثيين بضع قيادات عسكرية وميدانية وقادة آخرين، ينحدر معظمهم من صعدة، لحضور ذلك الاجتماع، مضافاً إليهم غالب الرهوي، المُعيَّن رئيساً لحكومة الانقلاب غير المعترف بها.

واستبعد الحوثيون من الاجتماع نائب رئيس مجلس حكمهم الانقلابي، صادق أبو راس، وهو رئيس جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء، كما استبعدوا أعضاء مجلس حكمهم غير الشرعي، ورئيس برلمانهم يحيى الراعي، ووزيرَي الخارجية والمالية في الحكومة الانقلابية جمال عامر وعبد الجبار أحمد.

وكانت الجماعة الحوثية أقرَّت إعادة تشكيل رئيس وأعضاء ما يسمى بـ «مجلس الدفاع» الخاضع لها؛ بحيث يضم رئيس مجلس حكمها، ونائبه، وأعضاء المجلس، ورئيسَي برلمانها وحكومتها، وعضوية وزراء الدفاع والخارجية والداخلية والإعلام والمالية في حكومة الجماعة.

انتقاد التهميش

أثار التهميش الحوثي موجة انتقاد في أوساط السياسيين والناشطين في أحزاب سياسية شريكة للجماعة في الانقلاب، إذ رأوا أن ذلك يكشف عن عدم ثقة الجماعة بشركائها، حيث لا يزال قادتها المنتمون إلى صعدة يتحكمون في كل القرارات، ويستأثرون بالمناصب الأكثر أهمية، كما أنهم يستحوذون على معظم الموارد المالية.

وأبدى ناشطون وأعضاء في حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء انزعاجهم الشديد من التهميش والاستبعاد المتكرر لقيادات حكومية وحزبية وعسكرية وأمنية من شركاء الجماعة في الانقلاب، والذين يعدّون أعضاء أساسيين فيما يُسمى «مجلس الدفاع».

وأكدت المصادر الحزبية أن «جناح صعدة» في الجماعة لا يزال المهيمن على كل قرارات الجماعة، وأن هؤلاء القيادات لا يقبلون بالشراكة اعتقاداً في أحقيتهم بحكم اليمنيين على أسس سلالية ومذهبية.

وتزامن تغييب الحوثيين لشركائهم في الانقلاب مع حالة قلق وارتباك متزايد يعيشه كبار قادتهم، مع استمرار الضربات الأميركية على مواقعهم العسكرية ومراكز القيادة والسيطرة ومقارّ الاجتماعات السرّية، للأسبوع السادس على التوالي.

وهاجم ناشطون حزبيون في صنعاء قادة الجماعة من صعدة، متهمين إياهم بالسعي لتغييب القيادات الشريكة لهم في الانقلاب، وعدم إفساح المجال لهم ولو حتى بصورة شكلية.