بين ملثم حركة حماس وملثم حركة الجهاد ثمة رؤيتين إسلاميتين حركيتين للمستقبل بعد الانتصار والرؤيتان متفقتان على عالمية الدولة الاسلامية وطبيعتها الدينية وارتباطها العقدي بالمهدي .
ولكنهما يختلفان فيما إذا كانت الدولة العالمية الموعودة تقوم على مبدأ الإمامة والارتباط المباشر بزمن التمهيد والانتظار وصاحب الزمان ، عبر العمل من خلال مبدأ ولاية الفقية .
وهذا مايبدو أن حركة الجهاد الإسلامي تتبناه ايدلوجياً وتظهر رمزية اللون الأسود والرايات السود على ناطقها الذي يخرج للإعلام .
وللون الأسود كراية وعلم ورمز ارتباط كبير بعقائد المهدي صاحب الزمان وعقائد التمهيد لخروجه وزمن الانتظار عند الشيعة تحديداً ، ومرويات آخر الزمان
وهي مرويات موجودة عند السنة والشيعة على السواء ولكن بصيغ فيها تعارضات كثيره احياناً
.ولكنها جميعاً تربط الرايات السوداء التي تخرج من الشرق بالمهدي المنتظر وانصار المهدي .
فيما تتبنى حماس ايدلوجيا دينية سياسية ورؤية للدولة العالمية المنتظرة عقب الانتصار ، تقوم على تراث حركة الاخوان المسلمين الأساسي الذي يرى الخلافة الاسلامية هو المصير الحتمي لشكل الدولة الاسلامية العالمية المنتظرة التي سيدين لها العالم كله وتمهد لخروج المهدي وآخر الزمان .
وبهذين البعدين الاسلاميين ، يمكن ان نفهم الفروق المستقبلية لمشروعين إسلاميين يجمعهما الكثير في الحاضر، لكن الافتراق المستقبلي يمتلك مادة عقدية جاهزة ، ويمتلك ايضاً محورين سياسيين في كل من ايران وتركيا، كل منهما يرى أحقيته الدينية والتاريخية والقومية والمذهبية في الدولة العالمية الإسلامية المنتظرة .
ويمكن فهم علاقة حماس بتركيا وقطر بالاضافة لايران حالياً وعلاقة حركة الجهاد بإيران حصراً .
ويمكن فهم غياب ناطق ورمزية حركة الجهاد ذو اللثام الاسود عن التركيز الإعلامي من محور تركيا قطر مقابل تضخيم رمزية حماس .