آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-08:02ص

ضربات الفجر ليست نهاية المعركة

السبت - 13 يناير 2024 - الساعة 12:00 ص

نبيل الصوفي
بقلم: نبيل الصوفي
- ارشيف الكاتب


منذ اللحظة الاولى لاطلاق الحوثي رصاصات إيران ضد الدولة اليمنية في 2004، واليمنيون يخاطبونه: تدحن الشر، لاتدخل البلاد في حروب ودماء ودمار.
ومن يومها وحتى فجر الجمعة اليوم حيث تسبب بهجوم 20 دولة قصفت 60 هدفا في مناطق مسلحة ايرانية على أرض اليمن، وهو يرد بنفس النغمة، معتبرا الفتنة والدم بطولة وجهاد ومواجهة لليهود والنصارى.
وموجع أن يتقاتل العالم على أرضك ووطنك وأنت مشرد مطارد لايراك من استولى على بلادك الا عميلا خائنا، فيما انت لم تسبب شيء من ذاك، لا كنت حوثيا ايرانيا ولا شاركت العالم في قصفه، فبلادك متضررة موجوعة في كل الاحوال..

في طريق الحوثي الدموي الى صنعاء، اعتبر كل يمني يعارض دمويته وصلفه "يهود ونصارى واسرائيل وامريكا".
كل مادمره في اليمن من مساجد ومدارس ومستشفيات ومصانع ومدارس وطرقات وأسواق، بل منازل عائلات وممتلكات خاصة، كلها اعتبرها "امريكا واسرائيل".
لم يكترث لعمامة عالم ولا للحية متدين ولا لسجادة مصلي، ولا لمكانة شيخ قبلي ولا لقيمة رئيس او مرؤوس.

لم يستطع أي يمني، اقناع عبدالملك الارعن ان هذا طريق مميت، يقتل اليمن التي هي بلادنا كلنا، ولقرابة ربع قرن والحوثي يردد نفس النغمة انه يقاتل امريكا واسرائيل، بل يؤكد انه ينتصر عليها وسيمسحها من على وجه الدنيا، في تسطيح بليد موجع مؤذي.

اسقط الحوثي الدولة اليمنية، واغتبر كل اليمنيين يهود ونصارى.. وهدد مصالح المنطقة فتولى تحالف عربي حربا عليه لسنوات، دول عربية يجمعها باليمني الدين والدم واللغة.. فواصل الحوثي زعيقه ودمويته وولائه لخرافات الحروب الشيعية ضد السنة، والفارسية ضد العرب، وهاهو اليوم يسبب دائرة أبعد من دول العالم التي كانت تقف معه ضد اليمنيين وضد العرب.

ضربات الفجر، ليست نهاية المعركة، هي فقط تشل قدرات الحوثي وتمنعه من الاضرار بالملاحة الدولية، بدأ الحوثي ضرره باليابان.. تتخيلون أول دولة اصابها الاذى كانت اليابان.. دولة صديقة مسالمة لم نعرف منها شرا، ولاتكترث بصراعات الاديان ولا لها دور في حشود المليشيات السنية ولا الشيعية، حتى وصل ضرره الى 50 دولة، العالم يعيش على النقل البحري، والنقل البحري تشاركي لايمكن ان تدعي انك تستهدف دولة واحدة طالما وانت استهدفت سلوكا عالميا في منطقة صغيرة محددة كالبحر الاحمر.
وقبل هذه الضربة حتى ايران سحبت بارجتها من البحر الاحمر، لانها عاجزة عن الدفاع عن ماساقت الحوثي اليه.

ضربات ردت الى اسماع اليمنيين اصوات القصف الذي سمعه السوريين من الروسيين والاتراك، وسمعه العراقيون من تحالف عالمي مماثل شارك فيه الحشد الشعبي الايراني نفسه، لم يقل الحشد ولا قال شيعة الحرس الثوري الدعي انها ضربات ضد العراق بل شارك فيها وسيطر على العراق بدعم وحماية امريكا.

تفاوتت مواقف اليمنيين فجر اليوم، تبعا لمشاعرهم المحبطة او الولائية العدمية.. او رؤيتهم الوطنية.. لكن الحوثي لن يكترث الا بمن سيبايعه على الموت في سبيل ايدلوجية الخرافة الايرانية، وكل من لديه اختلاف سيعتبره يهودي نصراني.. وسيستمر الوجع اليمني حتى يتمكن اليمنيون من غسل وجه عاصمتهم ويعيدون اليها دولتهم ويعترفون ببعضهم ويلتزمون قدرتهم وحدودهم وحاجة بلادهم.. ويحمونها من المهالك بعيدا عن ايران وامريكا، اما اسرائيل فهي جبهة حرب تاريخية للعرب والمسلمين، لن يهزمها عربي او يمني او مسلم بمفرده فضلا عن ان يكون فقيرا كل مابيده هو سلاح عتيق وكومة شعارات تتيح له قتل شعبه ومواطنيه.