آخر تحديث :الخميس-26 ديسمبر 2024-02:52م

لا يوجد برنامج برعاية السماء يا زيلعي..

الجمعة - 22 مارس 2024 - الساعة 04:44 ص

ماجد زايد
بقلم: ماجد زايد
- ارشيف الكاتب


أتمنى يوصل هذا الكلام لـ #عبد_اللطيف_الزيلعي

النجاح أمر عظيم، خصوصًا حينما يبنى على فكرة إنسانية، هذا ما حققه عبداللطيف الزيلعي عبر برنامجه المعروف بخاطرك مجبور، نجاح أساسه تعاسة مواطنين وبؤس يمني يتجاوز العقول، لهذا يجب أن لا تتجاوز نشوة النجاح حقيقة الفكرة القاسية، برنامج خاطرك مجبور صنع الكثير من الفعل اليمني، وأثار العواطف ونقل الكثير من الحقائق الواقعية، وهو ما يجب استمراره كأصل للفكرة، بشتى الصور الممكنة، وافتتاح قناة فضائية راعية للبرنامج أمر عظيم، لكنه يثير تساؤلات متعددة، وهو ما يجب أن يكون واضح ومفهوم لدى المعنيين بالأمر..

وفي الحقيقة النجاح الأعظم فيما يخص المشاريع والأفكار الإنسانية المبنية على عواطف الناس وتبرعات الفاعلين الخيرين يكون عبر الشفافية والنزاهة والوضوح، وهذا ما ينبغي أن يقدمه الزيلعي بشكل متكرر، ليبقى الأمر إنساني ونظيف، منبر الإنسانية قلبها الصامت لا عقلها المتباهي، هكذا أجاب جبران خليل حين سُئل عن الأشخاص الذين أهلكوا الناس بطريقتهم في الحديث عن الإنسانية.. لهذا فالشفافية مبدأ خَلق بيئة تكون فيها المعلومات المتعلقة بالظروف والقرارات والأعمال الحالية متاحة ومنظورة ومفهومة وبشكل أكثر تحديدًا ومنهجًا قائمًا لتوفير المعلومات وغيرها، وجعل القرارات المتصلة بالتفاصيل المتعلقة بالمجتمع والمستهدفين معلومة من خلال النشر في الوقت المناسب والانفتاح على كل الأطراف ذوي العلاقة. الشفافية هي نقيض الغموض أو السرية، وتعني توفير المعلومات الكاملة.

وفي المعيار الإنساني الأدنى ومعيار أسفير الذي يُسير وينظم أغلب برامج الإغاثة الإنسانية على مستوى العالم ينص أهم البنود الأساسية فيه على الشفافية والوضوح والكفائه، يجب أن تكون على مستوى كفائي يليق بما تخطط للقيام به، لا حاجة للطريقة الفردية في العمل الإنساني لأن ذلك يسمى تسويق شخصي أبعد ما يكون من الجانب الإنساني. العمل الإنساني الذي يراعي قدرات السكان واحتياجاتهم ويضمن أساسيات التنسيق والتعاون والتقدير والاستجابة والتصميم وإفراغ كل ذلك في تقارير عملية واضحة ومتاحة للمانحين والمستفيدين والمراقبين، هذا أقل ما يجب توافره في أي عمل يُراد منا تسميته إنساني على السواء وما سواه فليس أقل من تسويق شخصاني.

أنا هنا أقدم مجموعة نصائح لـ #عبداللطيف_الزيلعي أن تبقى غاية العمل ذاتها في برنامج #خاطرك_مجبور والتوسع والعروض الكبيرة وسائل لتحقيق الغاية الأساسية.. تحقق فكرة القناة أمر عظيم، لتكون صوتًا لأبناء تهامة، ولكل المستهدفين من ذات البرنامج المعني، صوتًا عن الناس في تهامة وحكاياتهم وحياتهم ومعاناتهم وسعادتهم وجمالياتهم وتفاصيلهم العامة والخاصة، لا يجب أن تكون القناة صوتًا محصورًا على البؤس ونماذج البحث عن المتبرعين، فالحياة بمجملها أكثر تفاصيلًا بأمورها المبشرة والجميلة، لتكن القناة إعلامًا شاملًا عن الناس في المنطقة المعلومة، بكل أشكالهم وحياتهم.

أيضًا، وبشكل مهم، يجب أن يكون النجاح عند مستوى الحديث عنه، أذا كان إطلاق قناة فضائية قد تحقق، فيجب أن يكون وفق معايير منافسة، قناة مكتملة الأركان والتفاصيل، بدون ضعف أو ركاكة أو زحف أو اعتماد على مصادر غير مضمونة، وشكلها المرئي يجب أن يكون منافسًا، وتصاميمها متقدمة وخطابها العام رسمي ومضبوط، اكتمال الأركان أمر مهم، وتجنب الظهور بشكل بائس أمر أهم بكثير من تحقق القناة.