آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-01:54ص

تحت الملف الإنساني حصل الحوثي على مكاسبه

الإثنين - 25 مارس 2024 - الساعة 03:26 ص

أدونيس الدخيني
بقلم: أدونيس الدخيني
- ارشيف الكاتب


أعادت ميليشيا الحوثي تعريف الملف الإنساني مجدداً. أضافت مطالب جديدة: إعادة الكهرباء وتقديم الخدمات. وتركت الأخيرة مفتوحة لتضيف لاحقاً كل المطالب القادمة تحت عنون الملف الإنساني. سابقا، اقتصرت فقط على فتح المطارات وموانئ الحديدة كاملة ودفع رواتب الموظفين.

قالت إنها لن تدخل "أي مفاوضات" قبل تلبية هذه المطالب. تبحث ميليشيا الحوثي عن توفير كافة الخدمات وهي تتولى إدارة الحكم، بالطريقة التي أشار إليها عبدالملك العجري، الذي كشف عن رؤية ميليشياته للحكم عقب المفاوضات لمجلة اتلانتيك، ذاك من ناحية، ومن ناحية أخرى، إنهاء كافة أسباب الغضب الشعبي المتصاعد ضدها، وتحييد كل المخاطر التي تهدد تنفيذ تلك الرؤية.

بمعنى، ثمن أعلى من المكاسب التي تؤمن وتوفر فرصة كبيرة للمناورة تؤدي في نهاية المطاف إلى سحب المركز القانوني للدولة من يد الحكومة اليمنية تحت مبرر الملف الإنساني، وتحويل الأخيرة إلى صندوق إيرادات، ولاحقاً، تفاوض لا يحقق أبسط شروط الدولة، إنما رغبة المليشيا ذاتها.

منذ الجولة الأولى من التفاوض وحتى الآن، كان التكتيك المرحلي الأساس في استراتيجية ميليشيا الحوثي. وفر لها فرصة السيطرة على الهزائم، وتخفيض حدة الغضب الشعبي، وجني المزيد من المكاسب.

على سبيل المثال لا الحصر أوقف معركة في الحديدة وهي تكاد تحقق أهدافها، وأوقف معركة في عموم البلاد، عندما انهارت دفاعات ميليشيا الحوثي بمحافظة شبوة، وأعاد العمالقة هناك رسم المشهد العسكري مجدداً وصولاً إلى محافظة مأرب التي كانت عرضة للضغط العسكري لأكثر من عام قبل أن يتوقف بفعل معركة شبوة وامتدادها إلى ريف مأرب الجنوبي، حيث مديرية حريب التي استعادها العمالقة.

وباسم الهدنة، أوقفت ميليشيا الحوثي الانتكاسة التي تعرضت لها، وحصلت على مليارات الريالات من إيرادات موانئ الحديدة، وتدفق خبراء الحرس الثوري الإيراني عبر مطار صنعاء.

رويترز ذكرت قبل أشهر، تلقى عناصر من ميليشيا الحوثي التدربيات في قاعدة للحرس الثوري بالقرب من طهران قبل أن يعودوا إلى اليمن، ووصل بعدهم خبراء من الحرس ذاته، فمن أين مر هؤلاء؟ مطار صنعاء هو الوحيد المتاح لهذا التوافد.

تحت الملف الإنساني حصلت ميليشيا الحوثي على كل هذه المكاسب. هو الملف الأكثر ربحاً بالنسبة لها. وهي وحدها من تربح دون أن تقدم أي تنازل. فلم تنفذ أي بند من بنود الهدنة، بما في ذلك الاستحقاقات الإنسانية كرفع الحصار عن اكثر من خمسة ملايين مدني في مدينة تعز، وفتح الطرقات الرئيسية المؤدية إليها.

حتى هذا الاستحقاق الإنساني لم تتمكن الحكومة من الحصول عليه. مع ذلك، ظلت أسيرة تفاوض تدرك نهايتها، سواء كانت برضاها أو تحت ضغط مفروض عليها.

أكثر ما تحتاجه هذه الحكومة في الأثناء تقييم لكل جولات التفاوض، وفي المقدمة المفاوضات الأخيرة، حتى لا تصحو وقد تحولت إلى أضحوكة.