آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-09:51م

شفافية بن مبارك أمام شكوك عميقة

الأحد - 08 سبتمبر 2024 - الساعة 12:00 ص

وحيد الفودعي
بقلم: وحيد الفودعي
- ارشيف الكاتب


في الوقت الذي يتحدث فيه دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد بن مبارك عن مبادئ الشفافية والمساءلة وأهمية برامج الحوكمة الشاملة في مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة، نجد أن مدير مكتبه، الأستاذ أنيس باحارثة، يجمع بين وظيفتين، إحداهما إدارة مكتبه والأخرى كرئيس مصلحة الأراضي. هذا الازدواج الوظيفي لا يثير فقط تساؤلات حول التزام الحكومة بتلك المبادئ التي تنادي بها، بل يفتح الباب أمام شكوك عميقة بشأن نزاهة النظام الإداري بأكمله.

إن التعارض الصارخ بين الوظائف يحمل إشارات واضحة إلى قصور في تطبيق الشفافية ومكافحة الفساد على أرض الواقع، مما يجعل الخطاب الحكومي مجرد شعارات جوفاء لا تتماشى مع الواقع الذي يعاني من تضارب المصالح وغموض في إدارة المسؤوليات. فإدارة الأراضي قضية حساسة تتطلب قيادة مستقلة وخالية من أي تأثيرات جانبية أو تضارب مصالح، وهذا الازدواج الوظيفي يعكس تهاوناً في معالجة الملفات الحيوية التي تهم الدولة والمجتمع على حد سواء.

إذا كانت الحكومة حقاً تعتزم بناء ثقة حقيقية مع الشعب وتحقيق الإصلاحات التي تتحدث عنها، فإنه من الضروري الكشف عن جميع ملابسات هذا الموضوع، وتقديم تفسيرات شافية للرأي العام. فالمصداقية والشفافية لا تتحققان بالخطابات الرنانة، بل بالأفعال التي تعكس الالتزام الحقيقي بالمبادئ والقيم التي تروج لها القيادة.

إن تحقيق الشفافية يتطلب تناغمًا بين الأقوال والأفعال، وهذا التضارب قد يلقي بظلال من الشك حول مصداقية الجهود الحكومية في هذا السياق.

وحيد الفودعي