آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-01:54ص

اجلس يا قليل الادب

الأحد - 02 يونيو 2024 - الساعة 10:42 م

جميل الصامت
بقلم: جميل الصامت
- ارشيف الكاتب


لعلها اول جملة اهدتها الجامعة للطلبة المؤدين لاختبارات المفاضلة اليوم الاحد ،
كانت من نصيب طالب في قاعة 22مايو (المخربة) وتسكن دكورات اسقفها الطيور ..
وقف من اظنه المشرف على الاختبارات ليطلق من على منصة القاعة تعليماته ،وبلغة خشنة مايتوقعها الطلبة ،صب جام غضبه تجاه طالب (ياقليل الادب ...)
لتكون اول جملة نابية وبلغة خشنة وانفعالات غير مبررة ،يسمعها طالب لم يتوقع ان يسمع مثل هكذا كلام في ارقى منبر اكاديمي في البلاد .
دقائق حتى اتجه نحو الباب ليجد عدد من الامهات يجلسن على سلم في انتظار بناتهن ،ويكررها ( قومي تقوم نقسك ..) يطلقها قي جوه امهات ينتظرن بناتهن ولم يقمن باي فعل مخل وبعيدات عن باب القاعة اسلوب همجي اغاض الامهات، واثار حفيضة احد اساتذة كلية الطب الذي عرف بنفسه وعبر عن رفضه لذلك الاسلوب في التعامل الغير راقي ،كان الموقف بحضوره وهو ايضا مرافق لابنته .
سالت عن اسمه فقيل لي بان اسمه احمدعثمان .
وفي اقل من ساعة ،وباسلوب غير لائق انفجر في وجه موظفة اعتذرت عن المراقبة في القاعة ذاتها بحجة ان شقيقتها تختبر فيها ،
وفي ذلك حالة رقي غير معهودة من الموظفة ،وهو مالم يعجب ذلك الشخص .
مرافقو الطلبة عادوا بانطباع غير ماكانوا يتصورونه في مخيلتهم لاسباب كثيرة ،
الكشوف معلقة على جدار قريب من كلية الطب ،وعلى كل طالب يبحث عن اسمه ،ويتجه الى مسميات المباني للكليات المتناثرة،
تعب الطلاب وداخ مرافقوهم من البحث والدوران حول المباني بحثا عن البوابات والمداخل للقاعات .
قاعة 22مايو ،ومركوز اعلى المبنى لافتة مركز الارشاد النفسي ،والتعليمات انها تابعة لكلية العلوم الادارية،تروح الاخيرة يقولوا لك 22مايو ملحق بالكلية ،وفي اللفة المؤدية اليها سهم منصوب بلا تعليمات يعتي (مدحي) للنهاية ..?
مخالف ومزاغط في قرى بعيدة، لاتوحى انك في رحاب جامعة ،من حالة الاشجار والحشائش ،الفاقدة للاهتمام ،
مبان ماتزال آثار الحرب على بعضها تشهد ان الجامعة ماتزال تحتفظ بهيئتها الاولى مع سنة اولى حرب ...?
سهام منصوبة وعلامات مطموسة ،شوارع وعرة ،مصدر رئيس للغبار جراء تفحيط او سرعة السيارات ،واما قليل للاسقلت فقد اصبح حفرا واخاديد على قلته ،
اثناء الانتظار قدم العقاب ولمحت من بعيد شخص اعرفه محسوب على جماعة كوشت على المواقع،
سالت عن مرافقته للعقاب فقيل لي بانه ضابط امن الجامعة ..?
عميد كلية التربية لمحني اثناء تجوالي ولعله ركز على شنطة ،فسارعته بانها لابنتي التي تختبر في القاعة،
فسال لاول سنة ،
اجبته نعم ..
رد تتاهل للاعوام القادمة،
ليكشف عن حقيقة مؤلمة .
ان طلبة كلية الطب وملحقاتها والصيدلة والهندسة ،تتطلب تاهيلا من نوع آخر ،
ان الطالب يخوض غمار الاختبارات لعدة سنوات حتى يحظى بالقبول والحصول على مقعد .
2800طالب وطالبة متقدم لاختبار الطب اليوم والمطلوب ربما لن يزيد عن 100للطب والصيدلة ،والباقي عليهم دخول موازي بالدولار ،او اللحاق بالجامعات الخاصة ،
واما الفقزاء فعليهم الانتظار او البحث عن كليات اخرى ..
واصلت التجوال لاكتشف ان القاعة المخربة يحيط بها الخراب من كل اتجاه ،اساسات معلقة ومنخورة واحجار (منتوعة) ومخلوعة ..
وتحيط بها مخلفات ،واحراش وليس اشجار ،كباقي القاعات ،
سمحت لي ساعة من التجوال في امعان النظر ومده وربطه مع حالة المساحة الشاسعة التي تم حجزها من قبل للرئيس الشهيد/ابراهيم محمدالحمدي ،وبنيت مطلع تسعينات القرن الماضي في عهد الرئيس صالح الذي ظل يرفض افتتاح كلية للطب في تعز نكاية بالناصرين ،لتسبق ذمار تعز في افتتاح كلية للطب .
المساحة جعلتني اترحم على الشهيد الحمدي ،وبت اتخيل لولم يكن الحمدي قد ادرج تلك المساحة ضمن مخطط جامعة لتعز الى جانب عشرات الحدائق والمدارس والمتنزهات والمرافق العامة ،التعليمية والصحية ..
ولولاذلك المخطط للحمدي لما كان لتعز جامعة اليوم ..
تطلعت الى المباني وترحمت على الشهيد مبارك ورفاقه الذي دافعوا عن الجامعة ،جماعة ابو العباس الذين ساهموا في حماية هذا الصرح من النهب خلال الحرب السلالية على تعز .
الجامعة تحصد المليارات سنويا دون ان تظهر في تطوير او تغيير او حتى تحسين او على الاقل تسوية للارض وتشجير ...
ركام الحرب وغباره ماثلة ،داخل وخارج المباني ،في انتظار قيادة حديدة للجامعة تنفض هذا الغبار .
مليارات بامكانها ان تنشئ لنا جامعة تعز حديثة ،شكلا ومضمونا ..
ظننت اني لن اجد مسلحين وقعشات لكني وجدتهم داخل الجامعة باسلحتهم ...?
تلك كانت خلاصة ساعة انتظار في رحاب جامعة تعز ..

من صفحة الكاتب على موقع فيس بوك