آخر تحديث :السبت-23 نوفمبر 2024-03:36م

قراءات أولية في الحملة الحوثية ضد موظفي المنظمات الدولية في اليمن (2)

الثلاثاء - 11 يونيو 2024 - الساعة 12:07 ص

حسين الوادعي
بقلم: حسين الوادعي
- ارشيف الكاتب


‏قراءات أولية في الحملة الحوثية ضد موظفي المنظمات الدولية في اليمن (2)

المستوى الثاني: إدارة الصراع مع المنظمات الدولية عبر دبلوماسية التهديد والإذلال

* الى جانب السفارة الامريكية والمنظمات الامريكية العاملة في اليمن، نشر الاعلام الأمني الحوثي صور شعارات المنظمات الأممية والدولية الأخرى باعتبارها أدوات تنفيذ العمل التجسسي بعد خروج السفارة الأمريكية من اليمن عام 2015!

* أدرج الحوثيون كبرى المنظمات الدولية في خانة الجواسيس (اليونيسيف، منظمة الصحة، مفوضية اللاجئين، الفاو، GIZ، البنك الدولي….)
هذه نقلة خطيرة في استراتيجية قديمة يمارسها الحوثيون ضد المنظمات هي استراتيجية التهديد والإذلال.

* الى جانب اتهامها بالتجسس، أدان البيان الأمني كل برامج المنظمات (التعليم، الصحة، الإصحاح البيئي، الزراعة، التوعية، التغذية). صرح البيان أن هذه البرامج كان هدفها نشر الأمراض وتدمير التعليم والزراعة وتدمير شبكة الصرف الصحي ونشر الرذيلة والتجسس على الحكومة والمجتمع.

* لا يهدف الحوثيون الى ايقاف هذه البرامج لأنها تدر عليهم ملايين الدولارات كمساعدات انسانية مستحقة لليمنيين المتضررين. لكنهم يريدون توجيهها لما يخدم أجندتهم الايديولوجية والعسكرية. والصراع محتدم بينهم وبين المنظمات منذ سنوات فيما يتعلق بالتحصين (اليونسيف ومنظمة الصحة) والمساعدات (منظمة الغذاء) و آلية المساعدات (اوتشا).. الخ.

* ضمن سياسة التهديد والاذلال كانت الوزارات الحوثية تستلم المساعدات من المنظمات وتوعز لاجهزتها الامنية بعرقلة تنفيذها ومنع اقامة الفعاليات واعتقال موظفي المنظمات والمشاركين في الفعاليات وعرقلة اصدار التاشيرات للموظفين الدوليين.. وغيرها من التكتيكات التي نجحت الى حد ما في ترويض المنظمات، لكن ليس بالشكل المطلوب.

* تأتي حملة الاعتقالات بحق الموظفين الأميين كتطور خطر في استراتيجية قديمة. وان كانت الاعترافات الاولى المتلفزة كانت للموظفين اليمنيين العاملين في السفارة الامريكية والمنظمات الامريكية العاملة في اليمن، فان الاعترافات القادمة ستكون للموظفين الأمميين الذين تم خطفهم في اليومين الماضيين.
يدير الحوثي صراعاته الدولية بخطف اليمنيين الأبرياء وتعذيبهم وإعدامهم في غياب أي رد فعل دولي على ما يحدث.

*دبلوماسية الخطف تتضافر مع دبلوماسية التهديد والإذلال. وما بدأ مع السفارة الامريكية في اليمن امتد ليطال كل المنظمات الدولية.
لكن الأمر لن يقف هنا.
كتيبة الاسلحة الايديولوجية والأمنية والدعائية الحوثية تطمح لما هو أعمق.

من صفحة الكاتب على اكس