آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-01:54ص

تسييس فريضة الحج... صرخة الولاية "بلا سروال"!

الأربعاء - 12 يونيو 2024 - الساعة 01:33 ص

همدان الصبري
بقلم: همدان الصبري
- ارشيف الكاتب


اعتاد الجميع خلال السنوات العديدة الماضية عند دخول شهري ذي القعدة وذي الحجة، بأن تخرج الكهنوتية السلالية وقفازاتها القذرة بحملات تحريضية واسعة، وخطابات استعدائية في مختلف الوسائل الإعلامية المتاحة؛ لتهييج نفوس أبناء الشعب اليمني وحثهم على عدم الذهاب للحج، عبر استخدام لافتة "تنومة"!. ولكن من الملاحظ بأن تلك الوسيلة تضاءلت وتلاشت هذا العام؛ كون من كان يُحرض الشعب على عدم الحج بالأمس، قد ذهب بنفسه للحج اليوم، ولكن بسيناريو جديد معد مسبقاً تحت عنوان "الولاية والبراءة"!.

وعند التعريج قليلاً على شعاب ووديان اللافتة المستخدمة سابقاً "تنومة"، فإن ما تعرض له الحجاج اليمنيين حدث في ظل عهد حكم داخلي لكهنة الآل "يحيى حميد الدين"، واُرتكبت في تلك المنطقة على يد قيادة أحد كهنة الآل اللاشريف "خالد ابن لؤي"، وكُتب بأنها حدثت بالخطأ خوفاً من تحالف كهنة الآل مع بعضهم "يحيى حميدالدين بصنعاء، مع الحسين علي بالحجاز، ومع الإدريسي بتهامة جازان" ضد حاكم نجد حينها!. وبغض النظر عن التبريرات والسرديات لما حدث، فما الذي قام به حاكم كهنة الآل في اليمن حينه "الجواب لا شيء"، بل إن المرويات التاريخية أشارت بأنه تسلم متاع الحجاج واستلم تعويضات عن ذلك، ولم يصل شيء لأسر أولئك الحجاج!. إضافة إلى ذلك، عند العودة للتمعن عن مدى اهتمام حاكم كهنة الآل حينها بدماء اليمنيين، فلا يوجد أي مراسلات أو وثائق أو احتجاجات أو سجلات تاريخية تثبت بأن "يحيى حميدالدين" عمل شيئاً حيال ذلك، بل على العكس من ذلك، فقد تم في عهده محاولة تغطية ودفن وطمس ذلك كلياً. وأيضاً، عند التفتيش في مكتبة "كهنة الآل" والبحث والفحص عما تم تأليفه من كتب في حينه وتاريخه عن الحادثة من قبل مؤلفيهم، فلا تجد شيئاً، ولم يكتب عن ذلك إلا بعد سنوات عبر المؤرخين اليمنيين. ورغم كل ذلك القبح والإخفاء والاستهتار والتهاون بدماء أبناء اليمن، إلا أن كهنة الآل ممن فرطوا بها في وقتها، وتهاونوا عنها في لحظتها، وشاركوا بإخفاء خباياها عندما كان مقاليد الحكم بأيديهم، لا تزال توظف وتتلاعب بتلك الورقة بين الفينة والأخرى، فتعيد لها روح الاستعداء تارة، وتنزع منها الحياة وتقبر جثتها الهامدة تارة أخرى!.

أما في موسم الحج الحالي، فقد أنزلت الكهنوتية السلالية اللافتة السابقة، وخرجت بحملات إعلامية جديدة متعددة، إحداها عبر تسجيل فيديو في أشواط الصفا والمروة، حيث تحولت أدعية المسعى إلى ما يسمى بصرخة "الولاية"؛ وذلك لبذل الولاء والطاعة لسيدهم علم الهدى من كهنة الآل، علماً أنه تم تخفيف نكهة الحمضيات السياسية لصرخة "الولاية"، عبر إضافة مادة قاعدية مموهة تسمى "البراءة"!.

قطعاً، بأن الحبل السُّرِّيُّ للكهنوتية السلالية التي تنقل سمومها وتمد الأجنة من عكفتها بالمواد المضللة والمنعشة والمخدرة، يتمثل بالمؤثرات التفاعلية الإعلامية. والهدف من وراء ذلك السيناريو، هو إظهار القوة والتمكين أمام أتباعهم المغررين، وإعادة شحن وتعبئة المضللين، والسعي بالدفع للمناوئين لهم بقدح ومهاجمة الطرف الآخر، ومحاولة استفزاز المُضيف عبر تجاوز التعليمات والقوانين وذلك لاختلاق الفتنة وجره إلى المربع المراد!.

اخيراً، إطلاق صرخة "الولاية" بغير "سروال" لا تضر، وقد يرتد صدى صوتها ويؤذي من قام بترديدها؛ فـ ارتداد الموجات الصوتية فقط قد يتسبب بخلع الإزار من خصر الصارخ، وانتزع الرداء من على كتفه، وكفيلة بأن تجعله عارياً!. المعضلة والطامة عندما يصرخ بـ "الولاية"، وتحت سلطته مقدرات الدولة العسكرية، وبين يديه أسلحة الجيش، وفي جعبته مواد مدمرة، وتحت إمرته ثلة عكفة، وفي خزائنه ثروة، وتحت سيطرته كثافة سكانية من أبناء الأرض وأصحاب الحق ممن يضع المتفجرات بأركان منازلهم، والبنادق على رؤوسهم، والقيود على أعناقهم، ويمارس التجويع بحقهم!.
أما بخصوص تجاوز تعليمات الحج المعدة من قبل المُضيف المُنظم، فقد لا تجدي نفعاً، وخاصة إن كان يمتلك من الفطنة السياسية والخبرة التنظيمية والأدوات والدهاء التي تمكنه من أن يسجل نقطة إضافية أخرى لصالحه؛ ولكنه يحتفظ بالإدانة وقد يرد الصاع صاعين بعد انتهائه من الانشغال بما في يديه!.