آخر تحديث :السبت-23 نوفمبر 2024-03:10م

قراءات أولية في الحملة الحوثية ضد موظفي المنظمات الدولية في اليمن (3+4)

الأربعاء - 12 يونيو 2024 - الساعة 03:35 م

حسين الوادعي
بقلم: حسين الوادعي
- ارشيف الكاتب


المستوى الثالث: الخيانة تبدأ بدراسة اللغة الانجليزية!

* اظن الجميع لاحظ هناك مسارا موحدا في الاعترافات المنتزعة من الموظفين المخطوفين. يبدأ المسار بنفس النقطة ؛ دراسة اللغة الانجليزية! ثم يتم توجيه "الاعترافات" لتنتقل من تعلم اللغة الى العمالة!
كل الفيديوهات تعاملت مع نقطة تعلم المخطوفين للإنجليزية باعتبارها كشفا أمنيا على درجة عالية من الأهمية!!

* زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، كان قد هاجم معاهد تعليم اللغة الانجليزية ودراسة اللغة، واعتبرها أوكارا لتخريب الهوية الايمانية ونشر الرذيلة!
يتوافق هذا الخطاب مع خطاب حزب الله الذي كان يرى ان انتشار تعلم اللغة الانجليزية بين الشباب في جنوب لبنان مؤامرة لتدمير المقاومة!

* لا يكشف هذا الجانب مدى رجعية الحركة وأمية قياداتها وانعزالها عن العصر فقط. الاخطر أنه يكشف سياسة العزلة التي يريدون فرضها على اليمنيين.

* من خلال الرقابة على الانترنت والسيطرة على التعليم والاعلام والمساجد والفعاليات والاحتفالات التي لا تنتهي والمعسكرات الصيفية، والحرب المستمرة ضد أي شكل من اشكال الحداثة.. تسعى الحركة لعزل اليمنيين عن كل نوافذ المعرفة ورياح التغيير.

* ما يسعون لتحقيقه اليوم يمكن تشبيهه بايران مم ناحية، لكنه ايضا شبيه بجرائم الخمير الحمر في كمبوديا وعملية التجريف الواسع لكل اشكال الثقافة والحياة التي لا تتماشى مع ايديولوجيا الحركة.

واذا كانت الحركة تتعامل مع الغرب بدبلوماسية الاختطاف، ومع المنظمات بدبلوماسية التهديد والإذلال، فإنها تتعامل مع الحوثيين باستراتيجية التهديد والإنهاك…وهذا موضوع التغريدة القادمة.
×××××××××××××××××××××

المستوى الرابع: إدارة العلاقة مع اليمنيين عبر استراتيجية التهديد والإنهاك.

* القاعدة الذهبية للانظمة الفاشية هي: اخلق تهديدا وهميا، ثم قدم الحماية! وهذا ما يتقنه الحوثيون بدعم مباشر من الحرس الثوري وحزب الله.

* عندما اقتحموا صنعاء في 2014، كان التهديد هو الفوضى والقاعدة والدواعش! ثم تحول الى العدوان السعودي، ثم م أن توقف العدوان حتى خلقت الميليشيا تهديدا جديدا هو " تهديد القيم والأخلاق والهوية الايمانية"!

* سخر الناس داخل اليمن وخارجه من عبدالملك الحوثي وهو يقول في إحدى محاضراته أن انتشار لبس البنطلون مؤامرة أمريكية على اليمن! لكن الحوثيين لم يكونوا يمزحون؛ الدولة الطالبانية على الطريقة الحوثية وضعت أسسها وبانتظار التنفيذ.
في نفس الوقت هاجم زعيم الحوثيين معاهد تعليم اللغة الانجليزية واعتبرها مراكز لنشر الرذيلة! مرة أخرى لم يكونوا يمزحون، تعلم اللغة الانجليزية كان بداية طريق الجاسوسية كما سجلوا في الاعترافات القسرية لخلية "التجسس" المزعومة.

* كثفت الآلة الدعائية الحوثية في التحذير من "الحرب الناعمة" على اليمنيين المتمثلة في عمل النساء في المنظمات، وارتداء البالطوهات الملونة، المطالبة بالسلام وعودة دفع الرواتب!
لكن كانت الميليشيا بحاجة الى قصة اكثر عاطفية للترويج للتهديد الذي يواجهه اليمنيون ، فاختطفوا عشرة من موظفي السفارة الامريكية والمنظمات العاملة في اليمن عام 2021، واجبروا على تلفيق قصة المؤامرة الشاملة ضد التعليم والزراعة والصحة وكل شيء!

* "لو انتصرت الشرعية سيسيطر الدواعش وستغتصب النساء وسينتشر القتل!" هذه هي الدعاية العسكرية الامنية للحوثية المساندة لدعاية "تدمير الأخلاق، والحرب الناعمة". أخلق التهديد الوهمي، روجه ليل نهار، ثم قدم الحماية!

* لكي لا يكشف الناس وهمية التهديد يدعمه الحوثيون باستراتيجية اخرى هي استراتيجية "الإنهاك"!
احتفالات طائفية لا تنتهي، دورات ثقافية، دروس ايديولوجية عبر كل وسائل الاعلام، قوانين طائفية، محاكمات خلايا، اعدامات بالجملة، مسيرات من اجل كل شيء الا اليمن (فلسطين، ايران ، المقاومة ، الغدير، الحسين، زيد، الزهراء…). جبايات متجددة، حملات أمنية ، اعتقالات..انهاك دائم لكل مراكز ادراك المواطن.

* عبر التهديد والإنهاك يسعى الحوثيون لاحتواء الغضب، والتغطية على الفشل الكارثي لسلطتهم. لكن كل هذا قد يسقط أذا أهملوا عاملا مهما جدا هو المجتمع الدولي والخارج.
لا بد من استراتيجية للتعامل هذا التحدي.
قدمت أحداث غزة الفرصة الذهبية. ولولاها لما تجرؤوا على تقديم المسرحية الرديئة لخلية التجسس المزعومة.

من صفحة الكاتب على إكس