آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-01:54ص

القومية اليمنية في مواجهة عبودية ولاية الفئوية العنصرية!

الإثنين - 24 يونيو 2024 - الساعة 10:21 م

همدان الصبري
بقلم: همدان الصبري
- ارشيف الكاتب


ما أن يقترب الثامن عشر من ذي الحجة، حتى تبدأ الكهنوتية السلالية للإعداد المكثف بيوم "الغدير"، والتي كان يطلق عليه من قبل الأئمة البغيضة بيوم "صقل الخلافة"؛ كونه يوم إتلاف الفكر، وثلم العقول، وتجديد التبعية، وتأصيل العبودية التي ترسخ مفهوم أحقيتهم بالسلطة والثروة كحق إلهي وميراث سماوي شرعي.

مفردة "الولاية" لها معان كثيرة وفقاً لسياقات استخداماتها المتعددة، فتعني الارتباط، والتمسك والاعتناء، والقرب والدنو، والمحبة واﻟﻨﺼﺮة والتأييد، والتدبير والقدرة؛ ولكنها في سياقها الكهنوتي السلالي تعني الطاعة والتسليم، والخنوع والتبعية، والوصاية والحكم، والسيادة، وارتباط مقدس بفرد ذو عرقية محددة!.

"الولاية" بمفهومه الإنساني السَّويُ، وبمنطلقها الأرضي لا السماوي، ظهرت بين أحفاد سبأ وحِميّر -خلال الأسبوع المنصرم- من شهر ذي الحجة، والمرتبطة بقضية اعتقال بعض الأبطال الأحرار المناوئين للكهنوتية؛ وذلك عبر ترابطهم وتماسكهم وقربهم ونصرتهم وتعاضدهم وتأييدهم لبعضهم البعض.

عندما تجد بأن أحفاد سبأ وحِميّر من أبناء المناطق الوسطى هبوا للتضامن مع حفيد سبأ وحِميّر من أبناء حجور حجة، فتلك هي الولاية السليمة. وعندما تلحظ بأن أحفاد سبأ وحِميّر من أبناء تهامة أبدوا تآزرهم مع حفيد سبأ وحِميّر من أبناء آنس بذمار، فتلك هي الولاية الصحيحة. وعندما ترى بأن أحفاد سبأ وحِميّر من أبناء شبوة تعاضدوا مع حفيد سبأ وحِميّر من أبناء بني سحام خولان صنعاء، فتلك هي الولاية السديدة. وعندما تشاهد بأن أحفاد سبأ وحِميّر من أبناء خولان بن عامر بصعدة تلاحموا مع حفيد سبأ وحِميّر من أبناء تهامة، فتلك هي الولاية القويمة. وعندما تجد أحفاد سبأ وحِميّر من أبناء يافع وأبين تضافروا مع حفيد سبأ وحِميّر في المناطق الوسطى، فتلك هي الولاية الصائبة. قطعاً، بأن تلك هي الولاية التي تدعو إلى التأمل والتفكر والتمعن والتبصر والتدبر والاعتبار، أنها ولاية "الهوية القومية اليمنية الجامعة".

الهوية القومية الجامعة تذيب كافة الهويات الصغرى المفتعلة للتفكيك، ولا تؤثر على الخصائص الثقافية والاجتماعية الخاصة بـ الهويات الصغرى بقدر ما تعزز الهوية العليا، وتجعل أحفاد سبأ وحِميّر من أبناء حاشد وبكيل ومذحج وكافة القبائل اليمنية يعودون بالنظر على أنهم أبناء عموم تربطهم "ولاية" الدم والنسب والأرض. إضافة لذلك، فإن الهوية القومية الجامعة تعتبر أقوى أداة أيديولوجية عرفتها البشرية، فهي تتفوق على الأيدلوجية الحزبية، وتكسر جمود الأيدلوجية المذهبية، وتعيد لحمة ما أفرزته التقسيمات العنصرية الممنهجة، وتسهم بإعادة تماسك ما خلفته الانقسامات الاجتماعية.

قطعاً، بأن الهوية القومية الجامعة مخيفة للشظايا والدخلاء والغرباء من الكهنوتية السلالية الذين حاولوا خلال قرون طويلة من تمزيق وتشتيت وشرذمة أحفاد سبأ وحِميّر، والاستيلاء على السلطة والثروة عبر أدوات كثيرة، ومنها أداة "الولاية". وبتاتاً، بأن الهوية القومية الجامعة مفزعة ومدمرة لمخططات كل من يسعى لتقسيم الهوية القومية اليمنية إلى هويات صغرى متناثرة متناحرة، وتفكيك جغرافيتها. وجزماً، بأن الهوية القومية الجامعة مريعة لمن لديهم أهداف لإعادة الأمامية البغيضة في الشمال، والسلطنات المهترئة المبعثرة في الجنوب. وبكل تأكيد، بأن الهوية القومية الجامعة لا تتواءم ولا تنسجم مع من تفوق مصالحهم السياسية الضيقة، ومذاهبهم النهبوية، على المصلحة العامة للشعب والوطن.

ولا بد هنا من الإشارة للطرف الإقليمي، بأن الهوية القومية اليمنية الجامعة لا تمثل أي تهديد أو خطر على أحد، بقدر ما تعتبر مصلحة ومنفعة ودرع لشبه الجزيرة العربية بأكملها، ولا تخيف ولا تفزع ولا تريع ولا تتواءم ولا تنسجم إلا مع أولئك المذكورين في السطور أعلاه. أما داخلياً، فإن الهوية القومية اليمنية الجامعة هي من سوف تعيد الأمور إلى نصابها، فمن غير المعقول أن تطالب وتتوسل الغالبية العظمى بحق المواطنة المتساوية من الأقلية الشرذمة الدخيلة التي لا تكاد تذكر!.

قبل الختام، لكل من خرجوا يهاجمون ويستنكرون القومية اليمنية تحت لافتة العصبية وغيرها، نقول لهم بأن الأسرة عصبة، والقبيلة عصبة، والمجتمع عصبة، والحزب السياسي عصبة، ومنظمات المجتمع المدني عصبة، والدولة عصبة، ومجموعة الدول المتحدة عصبة، فكيف تجيزون كل ذلك، وتستنكرون وتقفون أمام عصبة العصب اليمنية "عصبة سبأ وحِميّر"، التي تهدف لتوحيد الأسرة الكبيرة، وإعادة اللحمة، واستنهاض الأمة، ولملمة شتات المجتمع تحت مظلة قومية جامعة بشقها الإيجابي.

ختاماً، لأحفاد سبأ وحِميّر، تمسكوا بـ "ولاية" القومية اليمنية الجامعة، واتركوا ما سواها، فهي الولاية السليمة الصحيحة القويمة السديدة الصائبة. وهمسة في أذن السلالية الكهنوتية وقفازاتها القذرة، سيل القومية اليمنية الجرار، قادم لجرف ترسبات فتنكم، وقلع جذور خرافاتكم، وإزالة التربة الفاسدة من زيفكم، وتفتيت صخور خداعكم، وهدم تحصينات بؤركم. وكذلك رسالة الى كل من له أجندة في تفكيك وشرذمة الهوية اليمنية وتقسيم جغرافيتها، او من يُغَلب المصلحة الحزبية الضيقة على حسب مصلحة الشعب والوطن؛ سوف تمزق القومية اليمنية كل اوراقكم، وتبعثر جميع أجندتكم، وتعمل على تعثر كافة مشاريعكم.