آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-01:54ص

أوساط رومانسية.. غدا لن تنفع "ما كناش داريين"

الإثنين - 24 يونيو 2024 - الساعة 10:29 م

مصطفى ناجي
بقلم: مصطفى ناجي
- ارشيف الكاتب


ترتسم ملامح حصان طروادة الذي سينفذ منه الحوثي إلى المدن التي استعصت عليه عسكريا طيلة سنوات هذه الحرب.

انه حصان ناعم بلا شك. ترفع أركانه البيوت التجارية ذات الاحلام والتصورات الرمانسية للحرب والسلام وبناء الدولة وتسندها مجموعة افواه من المجتمع المدني ومنظمات تدور في فلك الفاعلين الخارجين خبرتها الكلية بلاغة مضاربة وتباكي محكم البناء متداول بكثرة في فعاليات السلام الاممية ومؤتمرات العواصم البعيدة.

أوساط رومانسية -ساذجة حد البراءة بعد عشر سنوات حرب واجرام وحصار وانتهاكات وقتل مجاني حاقد - لا تدرك الطبيعة المعقدة لعمل مؤسسات دولة خُلقت مشوهة وتعتقدها مثل الجمعيات الخيرية ومنظمات التمويل الدولي التي تعمل بخمسة موظفين على الأكثر يمكن ان يعتقلهم الحوثي في عشية فلا ذكر لهم ولا نصير او أندية كرة القدم ذات المسوولية المحدودة .

بل ان اغلبها يتهرب من تعريف حقيقة ما يدور في اليمن وينسج لنفسه سردية خاصة لهذه الحرب لا علاقة لها بالناس المعايشين لهذا الواقع.

لقد قاموا بدور عظيم في التسهيل لفتح الطرقات.
كثر الله خيرهم وأحسن اليهم.

الان عليهم ان يحتفلوا بهذا الفتح المهم وخطوتهم المباركة في التخفيف من معاناة الناس. عليهم ان يتركوا للناس فرصة استيعاب هذه الخطوة وتجاوز مخاوفهم وهواجسهم.
ما نزال امام حقيقتين متعارضتين. مجتمع مفتوح وبناؤه هش ولا سلطة هرمية متينة فيه وقابل للاختراق مقابل مجتمع مغلق بسلطة هرمية مصمتة لا احد يستطيع ان يفعل شيئا دون اذن.

ثلاثين الف قتيل في محافظة كتعز ليست دماؤهم ماء او مرقاً يمكن هدره  .

ولا تكفي حسن النوايا  لانه على سبيل المثال ما يستطيع هؤلاء الفاعلون  فعله في مدينة تعز لا يستطعون فعله في الحوبان وعليهم عدم الإفراط او سوء استخدام الثقة التي يحصلون عليها والصورة التي يتمتعون بها وغدا لن تنفع "ما كناش داريين" وسيكونون في مواجهة مباشرة مع كل هذه الدماء وأهالي الضحايا حال حدوث كارثة.

لم يتوقف الحوثي عن حالة الحرب او يلغي حالة التعبئة العامة ووما يزال يستخدم كل ما يمكنه للاقتحام والاختراق وليس ببعيد ان يلجاء إلى قامات  وشخصيات رمزية تحظى باعتراف وقبول واحترام لديها قدرة تاثير موالية وإعلامية لتكون قناة عبورة والقضاء على المقاومة والاستيلاء على المدن .

ولا يخفى على احد ان بعض هذه الاصوات لا تنكر إعجابها بنموذج الصرامة الامنية التي يستعرضها الحوثي والتسهيلات التي يحصلون عليها بعلاقاتهم العامة والنموذج المافيوي الحوثي العابرة للمناطق لذا فان ما تفعله ليس مأموناً منها وعليها. 

ان ثاني اهم معروف يفعلونه في المدينة اليوم هو احترام اجراءات السلطة المحلية ورفع أيديهم عن مؤسسات الامن والجيش.

لهم الحق في مراقبة ومحاسبة كيف تجري الأمور لكن عليهم احترام البناء الهرمي ويجب تجنيب اي تعامل مع القاعدة الامنية والعسكرية من اي طرف آخر غير المؤسسة الرسمية سواء منظمات دولية او مجتمع مدني او تجار ورؤوس اموال او مغتربين.

على مجلس الرئاسة الإمساك بزمام الأمور في تعز والتخاطب مع الفاعلين لاعادة ضبط البوصلة في محافظة تفتقر لكاريزما القائد وكل شخص فيها زعيم مفدى.

مصطفى ناجي

من صفحة الكاتب على موقع إكس