آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-01:54ص

رسالة إلى المرأة اليمنية

الثلاثاء - 25 يونيو 2024 - الساعة 09:39 م

نشوان العثماني
بقلم: نشوان العثماني
- ارشيف الكاتب


على المرأة اليمنية أن تدرك مدى عظمتها وأهميتها الكبيرة جدًا.
على النساء في اليمن أن يقفن إلى جوار بعض وأن يسندن بعضًا، وأن يحذرن جدًا من أي أسلوب يُخرجهن عن هذا الإطار؛ أن يتجنبن الأساليب التي تفرقهن أو تثير الغيرة بينهن.

لـ المرأة في اليمن معنى جوهري وعميق.
يثبت تاريخنا القديم والوسيط والحديث، أن المرأة اليمنية تستطيع أن تعمل ما لا يعمله الرجال. يجب أن نقر بهذا الحق، وأن ننصفه.
الرجال مكبلون بأشياء ما كان لهم أن يُكبّلوا بها، والنساء مكبلات بشكل أكبر في مجتمعنا، وكما يبدو، فالتكبيل الأكثر يولد الانفجار والثورة.
النساء في بلدنا بانتظار أن يتعلمن جيدًا، وقد فعلن، وسيفعلن أكثر، وبالتالي أن يمضين قُدمًا في مسار التغيير، الثقافي تحديدًا هذه المرة.
ما قامت به #خلود_باشراحيل ليس تصرفًا عابرًا. هذه واحدة من أجراس الإنذار المبكر مهما تأخرتْ.
وسوف تجسد بذلك مسارًا لا بد أن تختطه كل فتيات جيلها.
لا تلوموا خلودًا على شيء. هي في هذا السن بالذات، ما فعلته مهم جدًا عند هذا المستوى، وقد كسرت حاجز الخوف.
ويجب أن يُكسر هذا الحاجز.
سيقولون إن هذا الموقف يدعو إلى تحريض النساء، وسيقولون لنا: أترضاه لأخت حمادي وابنة عمه، ومن هذه العبارات الممجوجة.
لا بأس. هذه لغتهم، لا يملكون غيرها.
من الطبيعي جدًا أن يقولوا ما حفظوه منذ وقت مبكر، دون أدنى فلترة ولا أقل تفكير.
لكن دورنا ليس ردة الفعل، بل الفعل ذاته أولًا.
هذا الموقف لا يمت بصلة للتحريض، لكنه يمت بألف صلة للتثوير، وكسر الحواجز.
لن ننتظر شيئًا. كل شيء يبدأ الآن ويبدأ بعد قليل وغدًا وهكذا، دون انتظار أي تسويات.

أعود لأخاطب المرأة تحديدًا:
غير واحدة من الأكاديميات والناشطات والصحفيات إما صمتن أو تواطأن أو اتخذن موقفًا ضد #خلود_باشراحيل، تحت مضامين وتبريرات مختلفة.
لا بأس.
كما أن لدينا رجال ضحايا الفكر، هناك بالقدر ذاته نساء ضحايا أيضًا.
ومن النساء حتى من نراهن ضحايا الأفكار السلالية ذاتها مهما كان الادعاء مختلفًا.
هناك نساء من حضرموت ذاتها من هاجمن خلود أو من صمتن.
لا بأس.
اليمن أكبر من أي محافظة.
اليمن أكبر من أي تكتل أو سلالة أو حزب أو فئة.
وصوتنا الجمعي يقول لنا: لا تتركوا فردًا واحدًا يواجه مصيره منفردًا.
هنا تكمن قوتنا، معًا.
من وسط كل هذه الركامات والآلام سيكون لنا معًا أن ننجز شيئًا ما.
ما دمنا أحياء، سوف نظل نقول لا بملء صوت الـ لا، لكل من يريد أن يكبل حرية الفرد في مجتمعنا، وخاصة المرأة.
وسوف تواصل الأجيال القادمة هذا الصوت لا محالة.

أيتها المرأة اليمينة في الجنوب والشمال
صوتك ليس عورة.
جسدك ليس متاعًا.
لستِ لبيت الطاعة، بل لجوهرك الإنساني.
ولستِ ناقصة عقل ودين.
أنتِ إنسان له كامل الحقوق، كما للرجل كذلك.
لا بد من أن يدرك الوعي جيدًا هذه المسألة. وعي المرأة بالتحديد.

التعري والسقوط الأخلاقي وهتك الأعراض ليس في إظهار شعر امرأة، بل في فكر أولئك الذين يمتهنون كرامة الإنسان وحريته.

لـ الإنسان أخلاقه التي تنبع من جوهره وفكره ووعيه، وليس تلك التي تُلقى على عاتقه تحت أي قيود في أي مجتمع.
الذين يؤذون غيرهم هم أولئك الذين بيدهم السلاح ويمارسون العنف ويطبقون ايديولوجيتهم التي عفا عليها الزمن.
المرأة والرجل اللذان يختاران ما يناسبهما في الحياة لا يؤذيان أحدًا، ولا ينهبان حقوق أحد.

من صفحة الكاتب على فيسبوك