آخر تحديث :الأربعاء-03 يوليه 2024-01:48ص

مقالات

كهرباء تعز مادة دسمة لعقد اجتماعات الطرشان .. !

الإثنين - 01 يوليه 2024 - الساعة 01:18 ص

بقلم: عبدالله فرحان
- ارشيف الكاتب

قيل بان الاحزاب اجتمعوا اليوم مع بعض وكلاء المحافظة لمناقشة موضوع الكهرباء لمدينة تعز .
طبعا دون شك بان الاجتماعات لمناقشة القضايا الخدمية مهم جدا ويجب ان نحييه وندعمه .. ولكن هكذا اجتماعات يجب ان تكون عملية مصحوبة بخطط ومقترحات ورؤياء علمية ليخرج الاجتماع بنتائج ايجابية عملية ومرتبه بخطوات 1.2.3 قابلة للتنفيذ .. واما ان يكون الاجتماع والنقاش بهدف الاستعراض وعقد لاجتماعات فقط وبطريقة هوشليه دون ادنى دراسة ودون علم او احاطة او دراية بشيئ من المعلومات المتعلقة بموضوع الاجتماع فلن يكون سوى اجتماع للطرشان وتكريس للمشكلات .

ولعل ابرز طرائف الاجتماع الذي تم اليوم بخصوص مناقشة موضوع الكهرباء . بان احد الوكلاء او المسؤلين وهو يتحدث عن احتياج مدينة تعز للكهرباء يقول للمجتمعين بان اعلى طاقة تحتاجها المدينة هي 8ميجاوات فقط وان محطة عصيفرة ستنتج اكثر من 12 ميجاوات وان المحطة جاهزة للتشغيل وان (س ) من الناس سيتبرع بديزل وانه هو سيصرف من موارد السلطة المحلية كافة التكاليف وان كل الامور سابره ولا يوجد هناك اي عائق !

اظن بان ذاك المسؤل لم يكن قد سبق له ان اطلع او سمع بان عدد من الدراسات السابقة في العام 2013 _2014 اكدت بان حاجة مدينة تعز خلال تلك الفترة للكهرباء كانت مابين 70 الى 80 ميجاوات للمدينة والحوبان و 180 للمحافظة وهو ما يجعل المدينة الواقعة حاليا تحت سلطة الشرعية بحاجة الى كهرباء مابين 35 الى 40 ميجاوات على اقل تقدير وفقا لاحصائية العام 2014 ناهيك عن التوسع الذي طرأ على المدينة وازدياد الاحتياج الذي يتواكب مع متطلبات العصر . !

ايضا اخينا المسؤل او الوكيل نسي بانه لن يكون من الممكن اطلاقا ان تبني الدولة مشاريعها الخدمية الاستراتيجية على فرضية التبرعات من افراد او جهات دون برتكولات ضامنة لديمومية تلك المنح او التبرعات . ولا يمكن لمشروع استراتيجي ان يستند على مبادرة جمع تبرعات لكم لتر من الديزل مستجلب من المواطنين او من التجار .. !
كما ان اخينا ايضا نسي بان الموارد المالية للسلطة المحلية لم تتجاوز اكثر من 8 مليار ونصف للعام 2023 بينما محطة كهرباء عصيفرة عند التشغيل ستحتاج على اقل تقدير 13 مليار ريال قيمة ديزل وزيوت فقط لثلاثة اشهر يجب ان تكون متوفرة نقدا كاش حتى تتمكن المحطة من ان تتحصل قيمة الفواتير لتعتمد فيما بعد على مواردها للتشغيل فقط دون الاعطال والصيانة . ولست اعلم من اين سيصرف تلك التكاليف التي وصفها بانها سهله وتوعد بانه سيصرفها من الايراد ومع علمه بان الحكومة تعيش فترة افلاس مالي جعلها عاجزة امام تلبية احتياجات كهرباء عدن .

من الطرائف الاخرى في الاجتماع ان احد مسؤلي الاحزاب وعلى طريقة نقاش الطرشان يقول بان تكاليف تشغيل محطة عصيفرة امر بغاية السهولة يجب على السلطة المحلية ان تتحمله وان المشكلة فقط تكمن في قيادة السلطة المحلية .. وهو الطرح الذي يجعل ذاك المسؤل الحزبي يرى بان بعبع الكهرباء وبيع الوهم هو السلم الذي سيؤهل مرشحه للوصول الى كرسي المحافظة وبما يؤكد بان مطلب الكهرباء مطلب للكرسي وليس لمساعدة السلطات في ايجاد حلول لمشكلات الكهرباء .

مداخلة اخرى في اجتماع الطرشان تاتي من مدير المحطة يؤكد جاهزية المحطة للتشغيل ويرفق تاكيدات الجاهزية بقائمة من طلبات الاحتياج لاستكمال صيانة المحطة وبقيمة 800 الف دولار وبجانبها قوائم اخرى لصيانة الشبكة بما يزيد عن 2 مليون دولار لصيانة واستبدال الشبكة ومع ذلك يقول بان المحطة جاهزة .

فكيف تلك الجاهزية التي تحدثوا عنها ? وكيف تلك السهولة في التشغيل ? وكيف ل 8 ميجا ان تغطي المدينة ? وكيف لاجتماع رسمي يفتقر لابسط المعلومات حول الكهرباء وليخصص لمناقشة الحلول العملية لمشكلة الكهرباء ??
الاجابة بكل تاكيد بان ذاك الاجتماع وتلك النقاشات هي المشكلة الحقيقية للكهرباء في تعز . ولو كان فيهم خيرا لكان نقاشهم حول تشكيل لجان تتكفل بمتابعة الاوامر الصادرة سابقا من قبل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لدعم تعز بمحطة كهرباء 30 ميجا عاملة على المازوت ولجان اخرى لمتابعة المنحه السعودية التي اعلنت عن دعم تعز بمحطة اخرى 30 ميجا عاملة على المازوت ايضا . واما ان تعقد الاجتماعات على طريقة أحلبي والا السكين فهذا هو العبث بعينه ..
نامل من الاحزاب ان لا يطفوا الكهرباء الموجوده بحثا عن الوهم على طريقة اسقاط الدولة في 2011 بحثا عن نظام ماهلوش ..

.. عبدالله فرحان