آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-01:54ص

مباحثات مسقط .. البحث عن السلام وسط كومة قش!

الأحد - 07 يوليه 2024 - الساعة 11:46 م

نايل عارف العمادي
بقلم: نايل عارف العمادي
- ارشيف الكاتب


يدرك الأشقاء في التحالف العربي صعوبة الحسم العسكري في اليمن ضد مليشيا الحوثي ، وكذلك صعوبة الحل السلمي ..
ومع ذلك، يحسب لهم شرف المحاولة لعدة أسباب، أبرزها عدم اعتراف مليشيا الحوثي بقرارات المجتمع الدولي والمبادرة الخليجية والحكومة الشرعية ومخرجات الحوار الوطني والتي تعتبر نواة أي سلام في اليمن وخريطة طريق  وافق عليها المجتمع الدولي، كما أكد ذلك المبعوث الدولي إلى اليمن في جميع إحاطاته أمام مجلس الأمن الدولي وخلال السنوات الماضية..

تستغل مليشيا الحوثي الملف الإنساني في اليمن لتقدم نفسها كممثل وحيد للشعب اليمني وتتعامل بالندية الكاملة مع التحالف العربي كما حدث في اتفاق استوكهولم ، حيث صرح وفد مليشيا الحوثي الإرهابية أنهم دخلوا في مفاوضات مع الحكومة السعودية، باعتبارها المسؤولة الأولى عن ما يحدث في اليمن،"حسب وصفهم" ، وفي المفاوضات الأخيرة في مسقط، رفض وفد مليشيا الحوثي أي نقاش حول تحقيق السلام في اليمن مع وفود الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا باعتباره وفدًا غير شرعي ولا يملك أي صلاحيات للتحدث باسم الجمهورية اليمنية.

ويصر التحالف العربي والمجتمع الدولي على المرجعيات الثلاث والتي ترفض المليشيا الحوثية الإعتراف بها في كل جولات المفاوضات التي عقدت، بدءاً من مفاوضات استوكهولم وحتى مفاوضات مسقط الأخيرة، وهذا يعني إهداراً. للوقت ، وإعطاء فرصة لمليشيا الحوثي لجمع أوراقها، وأصبح تحقيق السلام في اليمن أشبه بمن يبحث عن ابرة وسط كومة من القش ، في ظل هذا الموقف المتشدد لميليشيا الحوثي.

وتولي مليشيا الحوثي ملف الأسرى إهتمام غير عادي بعد الخسائر البشرية التي تكبدتها في الجبهات، وهذا يدل على نية المليشيا المبيتة لاستئناف الحرب في أي وقت ضد القوات الحكومية..

لكن أتساءل: ما هو موقف التحالف العربي  في أي حرب مقبلة في اليمن لا قدر الله؟
فهل يكتفي التحالف العربي بالدعوة إلى ضبط النفس ووقف التصعيد أم سيكون هناك رأي آخر للتحالف ؟

في الختام، لا أعلم لماذا في كل مقالاتي وحديثي مع نفسي أستبعد تمامًا أي اتفاق سلام في اليمن مع مليشيا الحوثي وأعتقد أن الباحثين عن السلام ،في اليمن يبحثون عن ابرة ضاعت وسط كومة من القش..وهذا أصدق وصف لكل محاولات المجتمع الدولي والتحالف العربي للسلام في اليمن .
ويراودني الشك في صدق مشروع التحالف العربي والذي يهدف للقضاء على المشروع الإيراني في الجزيرة العربية ومنع إيران من السيطرة على باب المندب..

أرجو أن أكون مخطئا في كل شيء ، وأن يصدق المشروع العربي في اليمن.