آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-01:54ص

إيران واختراق الخليج بذريعة الإمام الحسين

الثلاثاء - 09 يوليه 2024 - الساعة 12:21 ص

نزار الخالد
بقلم: نزار الخالد
- ارشيف الكاتب


تعتبر إيران من الدول التي تسعى جاهدة لتدمير الخليج من خلال بث الطائفية وتمزيق النسيج الاجتماعي، ولا تتوانى عن اتباع كل الوسائل الممكنة لنشر الفوضى والتفرقة بين الشعوب في المنطقة بما يخدم مشروع حلمها بعودة الامبراطورية الفارسية. ولهذا شهدت العديد من الدول العربية تدخلات إيرانية تسببت في تدمير البُنى التحتية وزعزعة استقرارها وأمنها.

في اليمن، تدعم إيران ما يطلق عليهم بشيعة الشوارع كعصابة الحوثي المتطرفة القادمة من خارج التاريخ، وشجعتهم على خوض حرب أهلية طاحنة لاضعاف اليمن الموحد واتخاذه أداه ومنطلق لتهديد المنطقة وامن الملاحة والتجارة العالمية.

وفي سوريا والعراق، عملت ايران كل ما بوسعها لتحويل الدولتين الى دول فاشلة لا تملك قرارها، وطوعتهما بما يخدم الأهداف الاستراتيجية بعيدة المدى للحرس الثوري الذي تجاوز سيادة تلك الدول ودعم ميليشيات مسلحة تسببت في حروب أهلية دامية وفي تدمير شامل للبنى التحتية والمدن.

وفي لبنان، تدعم إيران حزب الله الذي يعمل على تقويض استقرار البلاد والتدخل في شؤونه الداخلية، وحولتها من بلاد كانت تطلق عليها " سويسرا الشرق" الى دولة فاشلة.

لا تقتصر أنشطة إيران الخبيثة على هذه الدول فحسب، بل تمتد أيضاً إلى الأردن حيث تسعى الى زرع الفتنة والتفرقة واغراق البلاد بالمخدرات كما عملت في بغداد ودمشق وصنعاء.

يقوم المخطط الايراني على استغلال ذكرى استشهاد الامام الحسين لخلق فتنة طائفية وتحريض الشيعة ضد السنة في العديد من الدول العربية، ومنها ما حدث في الكويت بالأمس القريب من فوضى طائفية، إلا أن الدولة كانت حاضرة في وأدها قبل استفحالها.

تسعى إيران أيضاً إلى زعزعة استقرار كل الدول الخليجية دون استثناء من خلال دعم الجماعات المتطرفة والمليشيات المسلحة كما يحدث بين الحين و الآخر في جنوب وشرق المملكة العربية السعودية، ولم تسلم دولة البحرين ايضا من اذاهم.

إن سياسة إيران العدوانية والتدخلية، تشكل تهديداً خطيراً على الاستقرار والأمن ليس على المنطقة فحسب بل وعلى العالم اجمع، لذا تستدعي تضافر الجهود العربية اولًا ، والدولية ثانيًا لمواجهتها ووضع حد لأنشطتها الخبيثة، فما يحدث لن يظل تحت الرماد، وهذا يتطلب تحرك سريع لوقفها وردعها، وحماية الدول العربية من التدمير الطائفي الذي تسعى إيران إلى تحقيقه فيها.

وقبل كل شيء عليهم ان يدركوا ان ايران مهما تظاهرت انها تمد يد السلام مع الجيران في الخليج، فان تلك الأيادي الممدودة هي تيادي شر، لا نجاة منها الا بقطع اذرعها في المنطقة، وتحجيم دورها في الشرق الاوسط، والتحرك صوب بناء علاقات قائمة على الاخاء والتعاون، وعلى كل ما من شأنه رأب الصدع بين دول المنطقة التي تقع ضمن مخطط الملالي.