آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-08:40م

يوم عاشورا وخطورة الاديان على الإنسان

الجمعة - 19 يوليه 2024 - الساعة 12:01 ص

الدكتورة أروى الخطابي
بقلم: الدكتورة أروى الخطابي
- ارشيف الكاتب


عشرات الفيديوهات يتجمع فيها آلاف البشر تزحف على بطونها وتجر ارجلها في طرق طويلة والمسافات بعيده . عشرات التجمعات التى فيها صور عنف جماعي . من الجلد واللطم والقطع والجرح والتلطيط. مئات الخطب والمهرجانات الصراخية اللطمية البكائيات الشجية .
أعمال عنف يشمئز منها الإنسان الطبيعي . أعمال عنف دموية مرعبه وصلت إلى أن تنقل لنا وسائل التواصل الاجتماعية شخص على الهواء يضرب ظهرة بالسيف حتي يقطع لحم كتفه كما تقطع لحوم الحيوانات في المسالخ .
لم يقتصر الأمر على الكبار والبالغين بل شمل حتى الرضع الذين يتم أحداث جروح عميقة في جماجمهم واطرافهم واجسادهم الغضه الطرية  والتي في كثير من الأحيان تتع ض هذه الجروج للتلوث الذي يفضي إلى الموت وفي احسن الأحوال إلى الاعاقات او الأمراض الخطيرة المزمنة.
لماذا كل هذا العنف؟ ماهي دواعيه ؟ ومن يجبر أعداد هائلة من البشر على ان تعنف نفسها بهذه الطريقة البشعة؟
للأسف الشديد ان الاديان هي الشيء الوحيد الذي يقنع الناس بممارسة العنف  ضد الغير وضد انفسهم أيضا.
منذ اخترع الإنسان الاديان وهو يتفنن في العنف ويؤسس لهذا العنف في نصوصه و طقوسه الدينية .
تؤسس الاديان منذ نشأتها الأولى للعنف تحت اسماء وعناوبن كثيرة واهمها ان الالهة قالت هذا او طالبت بهذا .
كانت الاديان البدائية تفترض ان سبب العواصف والفياضانات والمجاعات والاوبئة هو غضب الالهة وسخطها على البشر وحتى يرضي البشر هذا الالهة الساخطة العنيفة المتجبرة كان عليه تقديم القرابين والتي كانت في كثير من الشعوب والثقافات قرابين بشرية . ففي بعض الديانات القديمة كانت تقدم اجمل الفتيات إلى النهر لكي توقف الالهة الفيضانات   في ثقافات أخرى قدم الأطفال الصغار  لاتقاء شر الالهة حيث يتم ذبحهم او حرقهم .
ومع تطور الإنسان تحول الفداء إلى الحيوانات وطلب من الناس تقديم الفداء من بقر وغنم وماعز ودجاج وغيرها  .
انتشرت المعابد والمذابح في ارجاء الأرض وكلها تريد إيقاف سخط الالهة باي ثمن كان حتى على حساب حياة بعض الناس للابقاء على حياه البعض الآخر.

تسرب الفداء إلى الاديان السماوية بصوره أكثر فجاجة وأكثر عنف وخطورة فلم يعد الفداء الذي كان  في الديانات  الوثنيه لاتقاء شر الالهة وغضبها ووقف سخطها بل تحول الفداء بصورة دراماتيكية إلى واجب ديني لا مفر منه لكل مؤمن بهذا الدين ولكن تغير القصد من هذا الفداء فقد أصبح على كل مؤمن ان يضحي بنفسه وحياته وماله وأولاده لإثبات إيمانه لهذا الإله او حتى من أجل غفران ذنوبه التى حددها هذا الدين او ذاك
ففي اليهودية مثلا طلب موسى ممن ترك اليهودية وأمن بالعجل ان يتوبوا إلى الله يقتلوا انفسهم .
اي حجم لهذا العنف الغير طبيعي . فحتي يعلن توبته يجب أن يقتل نفسه .
في المسيحية أعلن المسيح نفسة المخلص ورفع نفسه على الصليب لكن اتباعه لم يتوقفوا عن العنف منذ أكثر من ألفي عام وتقاتلوا في حروب لا آخر لها ولا اول .
وجاء الإسلام ليتم دائرة العنف بطريقة أشد خطورة وأكثر فتكا كن بقية الاديان .
فعليك ان تثبت إيمانك بالجهاد اي تقتل الناس وتقتل نفسك أيضا في حروب وفي شعوب لا تعرفها ولا تعرفك . وبعد هذا عليك أن تثبت إيمانك بتقديم المال والبنون والجهد والجهاد في  كل زمان ومكان واذا أخطأت او فشلت فعليك ان تصبح اسيرا لعقده الذنب  ،  وهذه العقده تتوارثها الاجيال كما تتوارث الجينات  .
تعمق الاديان من عقدة الذنوب  وحجة التقصير في قلوب المؤمنين وتجعل الإنسان أسير لها  ورهين لذنوب من الماضي السحيق . فما دخل الناس بعد ١٤٠٠ عام من قتال واقتتال بين فريقين يبحثان عن السلطة والثروة.
  تصبح عقد الذنب عابرة للأجيال و عابرة للزمان والمكان وتتحول إلى حزن ينمو مع الاجيال وكمد يتطاول مع تطاول الدهور ويتراكم عبر العصور يمتلىء بالبكائيات  ويعتمر بالصرخات ويشحن بالعواطف والأشجان ويتحول إلى طقوس جماعية تتلاشى فيها العقول وتذهب فيها  أصول المنطق ويختلط فيها الحابل بالنابل والوهم بالواقع، فنشاهد هذا العنف الجماعي الذي يختلط فيه البكاء بالدعاء بالدماء وكأننا في حفل جنون جماعي او بداخل حفرة عميقة يملؤها مجانيين فاقدي الوعي و الصواب  يصرخون ويبكون ويجلدون ويزحفون على مشكلة مضي عليها ١٤٤٠ سنه .
هذا الجنون الجماعي يتحول إلى وباء إنساني ينتقل من مكان إلى آخر ومن زمان إلى آخر بلا توقف لأن عقدة الذنب تكبر مع تطاول الزمان كما تكبر كرة النار .
عموما هذا جزء صغير من خطورة الاديان على الإنسان