آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-10:16م

يحتاج اليمن إلى خَلَاص

الأربعاء - 31 يوليه 2024 - الساعة 01:03 ص

د . ياسين سعيد نعمان
بقلم: د . ياسين سعيد نعمان
- ارشيف الكاتب


يحتاج اليمن إلى خَلَاص ...نعم ؛ ذلك ما يؤكد عليه واقع الحال ، وما يتطلع إليه اليمنيون قاطبة ، وما يصرح به كل من يهمه أمر اليمن .

غير أن الذين يربطون الخلاص بظهور مخلِّص savior لا يبدو عليهم أنهم قد أدركوا أن زمن المخلِّصين حكايةٌ قد طوتها حقيقة أن مشاكل بلداننا تدار بقرارات تتحكم فيها مصالح الأقوياء، وهؤلاء الأقوياء هم وحدهم من يقرر الخلاص المسموح به ، ويصنع المخلِّصين بمقاييس خاصة تتحدد بموجبها مهامهم وأدواتهم وأهدافهم .

وعلى خلاف مع ما استقر عليه الحال اليوم ، هناك، في الماضي القريب من تاريخنا المعاصر ، بعض القادة الذين لعبوا ، دور المخلّص لبلدانهم ولشعوبهم في منطقتنا وبلاد العالم الثالث : من عمر المختار إلى جمال عبد الناصر إلى جيفارا إلى غاندي إلى هوشي منه إلى مانديلا الى سيلفادور إللندي إلى عبد الله السلال إلى قحطان الشعبي ، كانت مهمتهم تتحدد في قضايا بعينها : الخلاص من الاحتلال الأجنبي ، تثبيت دعائم الحكم الوطني ، وحدة المجتمع على قاعدة المواطنة ونبذ العنصرية والطائفية .

ويمكن القول إنه إلى المستوى الذي سُمح فيه بتحقيق ما هو مسموح به من الخلاص من قبل عالم الأقوياء ، استطاع كثير من هؤلاء القادة المخلِّصين أن يحققوا قدراً متفاوتاً من الأهداف التي رسموها كعناوين رئيسية لعمليات الخلاص التاريخية لبلدانهم . غير أنه بمجرد أن أخذتهم أحلامهم الثورية أبعد من المسموح به ، فقد كان لا بد من كسرهم بأشكال مختلفة من المواجهات والمؤامرات الخارجية والداخلية .

وإذا عرفتَ أن البعض قد تجاوز المسموح به ، بصورة أو بأخرى ، في ذلك الزمن ، فذلك إنما لأن الحرب الباردة وانقسام العالم الى معسكرين ، حتى ثمانينيات القرن الماضي ، قد ساعد في ذلك الى حد كبير ، حتى أن فكرة علاقة الخلاص بالمخلّص ظلت تتحرك في الفكر السياسي قبل أن تتحول إلى قضية شعبية وجدانية بعد ذلك .

منذ ذلك الوقت ، وقد غدا العالم أحادي