آخر تحديث :الخميس-26 ديسمبر 2024-11:17م

زمن الهبل بامتياز!

الأربعاء - 28 أغسطس 2024 - الساعة 02:20 ص

ماجد الداعري
بقلم: ماجد الداعري
- ارشيف الكاتب


التقيت قبل أيام صدفة، بواحد من الذين كانوا قبل سنوات من الهبل جدا بعدن، واصطدته وهو يأكل في مطعم بالقاهرة..
وبالكاد عرفته من السمنة وانتفاخ خدوده وبطنه وعرض منكبيه ونخرتيه معا..
وبالكاد صدق هو أنني أنا ذلك الصحفي الذي طالما كان يلتقيه نحيلا كحيلا هنا أو هناك سواء في مظاهرة او شارع او فعالية من فعاليات الحراك التي كان يحاول المشاركة فيها والحضور من منطلق القيادة تارة أو تسجيل حضور ورصد أبرز الحاضرين تارات أخرى، كما كشفته طبيعة المنصب الأمني الذي صار يتبوأه فيما بعد ووصل اليوم إلى سدة قياداته..
المهم قلت له: هل أنت فلان..!
فالتفت نحوي بحالة من الانتشاء الغبي أمام من كانوا معه بأنه أصبح شخصا مشهورا..
وقال: لا انا بن عمه..
فاعتذرت له وقلت له خلاص اسف على الازعاج وعدت لمواصلة الأكل ممتعضا من غروره الغبي وحماقة موقفه المعتاد منه ليزداد يقيني أنه هو بالفعل..

وفورا عرف أنني استأت من موقفه فقال وانت من تكون أخي.

قلت له فلان باسمي ماجد الداعري.
فقال الصحفي..
قلت نعم
وحينها تقدم نحوي وحاول كسر امتعاضي من موقفه وبدأ يحضني معتذرا ويسألني عن الأحوال وسبب وجودي بمصر وأسئلة عبثية أخرى بالهبل..
فقلت له منفي ابحث عن وطن
فضحك وقال مازلت تبحث عنه منذ تلك الأيام...
قلت نعم .. وهل وجد لنا هناك وطن أساسا من تلك الأيام كما هو حالكم ياقيادة؟
فاستغرب من كلامي
وقال لي إيش من قيادة شكلك فاهم خطأ..
قلت له: ابدا أنا إلي فاهم صح وليتني مافهمت الأمور هكذا
فضخك مجددا بشكل هيستيري وعرف يقينا أنني فاهم بالفعل الى أين أوصلته تفاهته المطلوبة هذه الأيام مقابل بقاء غيره يبحثون عن فرصة عمل لديه.
فقال: طيب مارأيك تشتغل معنا..
فقلت له: حاضر لكن مكانك أو مكان المسؤول عليك.. لأن أقل من كذا ماعاد ينفع..
وحينها طبطب على ظهري وقال أنا قابل واتحداك توافق
فضحكت وأعدت قهري من قهقهاته السابقة كلها
وقلت له أما سمعت بما قالته العرب قديما بأن الحرة تموت ولا تأكل من ثدييها..
فعرف أنني تعمدت إعادة الصاع له..وعدت لشرب الشاي ومن ثم
ودعته وشكرته على حسن العرض وغادرت وأنا أقول لنفسي بأن هذا بالفعل زمن التافهين والهبل بامتياز..
#ماجد_الداعري