آخر تحديث :الخميس-24 أكتوبر 2024-09:17ص

‏"اتقطرن ياشعب الملعنة"

الجمعة - 06 سبتمبر 2024 - الساعة 12:09 ص

العميد/ محمد عبدالله الكميم
بقلم: العميد/ محمد عبدالله الكميم
- ارشيف الكاتب


القطران هو زيت ثقيل و خاص تدهن به الأبل لحمايتها من بعض الأمراض كما كان يُعتقد قديماً ..

وقد قطرن الطاغية احمد حميد الدين الشعب اليمني في مناطق حكمه ، عقب فشل ثورة 1948، التي قتل فيها والده الطاغية يحيى حميد الدين، وتولى هو على إثرها الحكم.

لجأ الطاغية أحمد ، إلى حيلة القطرنة، كوسيلة ﺍﺳﺘﺒﻴﺎﻥ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﻟﺤﻜﻤﻪ ومقياس ولاء للنخب وللشعب ، ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮﻯ ﻳﺮﻳﺪ معرفة مدى وعي المجتمع آنذاك من مطالب الاحرار ،ويسهل ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺸﻒ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ التي أطاحت بوالده وموقفهم من بغي الحكام وظلم الطغاة حينها.

ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻃﻠﺐ الطاغية يحى ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﺻﺒﻎ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺑﺰﻳﺖ ﺍﻟﻘﻄﺮﺍﻥ .

وحينها أمر مقربيه ﺃﻥ ﻳﺬﻳﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻦ ﻗﺪ ﺗﻤﺮﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻋﻠﻨﻮﺍ ﻋﺼﻴﺎﻧﻬﻢ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﺃﻥ "ﻳﺘﻘﻄﺮﻧﻮﺍ" ﺑﻘﻄﺮﺍﻥ ﺍﻹﺑﻞ ﻛﻲ ﻳﺤﺼﻨﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺍﻟﺠﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻠﻚ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ "ﺃﺣﻤﺪ ﻳﺎﺟﻨﺎﻩ"، ﻓﺼﺪﻕ ﺍﻟﺸﻌﺐ (الذي كان يعيش الجهل والتخلف) ﺍﻷﻣﺮ وخرج الغالبية في اليوم التالي وقد كسى وجوههم القطران، وأول من فعلها ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻛﺒﻴﺮ ﺣﺮﺍﺳﻪ ﻓﺘﺒﻌﻬﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻐﻠﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ شيء.

ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ والنشوة ﻟﻜﺴﺒﻪ ﺍﻟﺮﻫﺎﻥ على جهل الشعب ، وقال جملته المشهورة : " اتقطرن ياشعب الملعنة " استحقار وتصغير واذلال لكل يمني على حد سواء.

وبذلك لم يستجب لدعوات التغيير التي طرحها الأحرار ، كونه أدرك أن الشعب لا يزال يؤمن به.

والتاريخ يعيد نفسه حرفيا ولسان حال الطغاة الجدد احفاد الرسي والطغاة السابقين :
تخضر ياشعب الملعنة
ولكن مع فارق ان الجهل مازال يغيب الكثير من ابناء الشعب رغم اننا في العام ٢٠٢٤م.