انا خريج الكلية الحربية والأول على دفعتي ٣٤ حربية ..
ولكني اقول كلمة الحق ومايمليه عليه ضميري وقناعتي ولايهمني من يزعل او يختلف معي ..
في وقتنا الحاضر وفي خضم معركتنا المقدسة العظيمة القائمة والمنتظرة .
لا اهتم اليوم بمن يقود الوحدة العسكرية
أكان خريجاً من الكليات العسكرية أم معلماً أو موظفاً سابقاً،
ما دام سبقك في الموقف وحمل قبلك البندق ومازال واقفاً في الصفوف الأمامية.
مستعداً لبذل روحه ودمه في سبيل الوطن.
ثابت كالجبل ،راسخ بموقفه، وكريماً بعطائة، وصادقاً في معركته ، وراسخاً في عقيدته، ومؤمناً بقضيته
نعم، نحن نرغب في قادة مؤهلين ،
لكن ميادين القتال أثبتت أن التجربة الحقيقية تصنع القادة، وهي مصنع التأهيل الأقوى والأضمن لأنتاج قادة من طراز رفيع.
وأثبتت أن دروس المعارك أعظم من سنين التنظير داخل القاعات.
حين سقطت صنعاء، لم يتقدم الخريجون وحدهم،
بل حمل السلاح رجال من كل فئات المجتمع:
معلمون، شيوخ، قبائل، تجار، وعلماء.
تركوا مناصبهم ومصالحهم ولبّوا نداء الوطن، وضحوا بالغالي والنفيس ، وقدموا الولد والدم قبل المال ، ارتقى منهم الكثير ،ومنهم من سبقه جزء من جسده .
في وقت آثر فيه آلاف من الضباط الخريجين البقاء في منازلهم يوم احتاجهم الوطن وخانوا العهد والقسم بل ، وبعضهم اصبح عدو لله وللوطن بارتمائه في حضن الكهنوت.
نعم، الأولوية يجب أن تكون للضباط الخريجين الذين التحقوا بالصفوف الاولى للمعركة ولايجوز تهميشهم ،
لكن أيضاً لا يصح أن يُقصى أو يُهمَّش من سبق الجميع في حمل السلاح،
ومن واجه الموت يوم تراجع الآخرون.
تتواجد اليوم في ميادين القتال تشكيلات عسكرية ووطنية مختلفة
تقاتل جنباً إلى جنب مع قواتنا المسلحة.
لكنها لا تعمل وفقاً لقوانين الخدمة العسكرية وان شكل ذلك اختلالاً ومعضلة تحتاج الى معالجات وحل في المستقبل بعد انقشاع هذه الغمة عن صدورنا .
لكن تلك التشكيلات العظيمة يوم حشدت وتشكلت وقاتلت وضحت.
لم يُسأل فيها الرجل المقاتل عن رتبته أو مهنته السابقة.
بل عن بطولته، تضحيته، وثباته عند الشدائد.
في هذه التشكيلات، المعيار الوحيد هو الموقف.
لا الألقاب، ولا الشهادات، ولا التسميات.
فاحفظوا الجميل، واعدلوا في التقدير، ولا تهمّشوا من دفع الثمن من دمه وراحته وأهله.
وأنصفوا المقاتلين، وكرّموا من ضحّى.
فإن الوفاء لأهل الميدان هو أولى صور العدل
وأصدق معاني النصر.
قال تعالى:
"ولينصرنَّ اللهُ من ينصره، إن الله لقويٌّ عزيز."
صدقت الله العظيم .
[الحج: 40]