آخر تحديث :الأربعاء-18 سبتمبر 2024-04:21م

الرد الإسرائيلي الإنتقامي في مران

الأحد - 15 سبتمبر 2024 - الساعة 01:44 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


“مركز مائير عميت للإستخبارات” الإسرائيلي ، كشف عن نقل الحوثي لجماعة من مسلحيه إلى جنوب لبنان وسورية ، للقيام بعمليات برية محدودة ضد إسرائيل، عبر الجولان أو التسلل من الأنفاق وخطف مواطنيين وجنود، أو مهاجمة تجمعات سكانية، في المناطق المحاذية للمستوطنات شمال إسرائيل.

نقل القوات الحوثية يأتي كرد محتمل للغارات التي هاجمت ميناء الحديدة ، كما ورد في التقرير الإستخباري ، ولكن المؤشرات القادمة من نذر التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، ووصول مبعوث الرئيس الأمريكي لتل ابيب لإحتواء حرب محتملة ، تؤكد أن هذا التسلل الحوثي جاء بتوجيهات من إيران لوكلائها في اليمن والعراق ، لنصرة حزب الله في حال قررت إسرائيل تنفيذ عملية الإجتياح، والقذف بقوات حسن نصر الله إلى خلف نهر الليطاني ، وخلق منطقة عازلة تضمن عودة سكان الشمال، وإبقاء المستوطنات بعيداً عن مظلة الصواريخ القادمة من الجنوب ، وهي عملية تم إقراراها على المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، وأحاطت الولايات المتحدة علماً بوجهة الحرب القادمة، بعد أن كادت إكمال إحتواء مخاطر حماس والتقليل منها في غزة.

الحوثيون الذاهبون إلى الجنوب اللبناني وسورية ، لايمكن لهم فعل ذلك خارج التوجيهات الإيرانية ، تلبية لمقولات الرد القادم بطرق أُخرى، وهذه الأُخرى هي مهاجمة أطراف إسرائيل الحدودية عبر أدوات طهران، وإقناع الحلفاء ومواطنيها أن هذا هو الرد الإيراني على إغتيال هنية من جهة، وإنتقاماً لتدمير مصنع صواريخها بقوات برية إسرائيلية في حماة الاحد الماضي ، من جهة ثانية.

لن يفعل الحوثي شيئاً دون رغبة إيرانية، ولن يطلق رصاصة واحدة ،ما لم تمنحه عاصمة قرار الوكلاء الإذن بفعل ذلك ، وإيران ترفع سقف المواجهة فقط لإدارة عملياتها التفاوضية، بحثاً عن تنازلات ، والخروج من حزمة عقوبات إقتصادية غربية جديدة محتملة ، دون أن تذهب بعيداً نحو جدية الدخول بحرب مباشرة مع ،إسرائيل مكتفية بالتلويح بقبضاتها المحلية فعلياً أو بالهواء.

هذه المرة ليست إيران من تلوح بتوسيع الحرب من موقع الضغط، والذهاب بالوضع إلى حافة الهاوية ثم التراجع عنه إلى الخلف ، بل إسرائيل هي الأُخرى من تفعل ذلك ، الأولى إيران بحثاً عن عناوين إعلامية لتسكين داخلها الغاضب، في ما الثانية لديها الخطة المتكاملة لمواجهة حزب الله وإيران في جنوب لبنان، وحتى الحرب على جبهات ثلاث حسب تصريحات جنرالات تل أبيب .

الحوثي يدرك جيداً أنه خارج الصخب الأسبوعي لقائده، أضعف من خطف جنود أو مواطنيين إسرائيليين ، وإن كسرَ كل التوقعات وأقدم على عملية برية عبر الأنفاق ، وإن كانت غير ذي شأن ، حينها سيكون الرد الإسرائيلي الإنتقامي في اليمن وربما في مران ، وقطف رأس الرجل رقم واحد ، قبل أن تتحول ظاهرة زعيم الجماعة إلى نصر الله آخر ، مسلحاً بلاءات قوة تمنع الاستهداف.

حتى الآن لم تخرج التهديدات الإسبوعية الحوثية عن نطاق كسب النقاط الإعلامية، ولكنها إن ذهبت بعيداً في ما أعلن عنه مركز “مائير عميت الاستخباري” نحو ضرب الداخل الإسرائيلي بعمليات برية ، فنحن أمام محطة جديدة ، وحريق شامل لن تكون قيادات الصف الأول للحوثي في منأى عنه، بل سيقذف بها الطيران الإسرائيلي وفرق الموساد إلى قلب الجحيم.