آخر تحديث :الخميس-26 ديسمبر 2024-03:55م

ملوك سبأ ومواجهة الخمينية في الجزيرة العربية

الأربعاء - 18 سبتمبر 2024 - الساعة 12:16 ص

همدان العليي
بقلم: همدان العليي
- ارشيف الكاتب


في الوقت الذي كانت فيه بعض المحافظات اليمنية ترفع الراية البيضاء أمام عصابة الحوثي المدعومة من النظام الخميني، كانت مأرب وحدها تعد نفسها لمواجهة طويلة بالنيابة عن كل اليمنيين والعرب وحتى المسلمين السنة. هذه هي الحقيقة التي يجب أن تُقال بلا تردد.

عرفت القبائل المأربية حجمها ومكانتها وما تمثله من إرث عظيم، وتحملت المسؤولية التاريخية رافضة الاستسلام لمرتزقة الخميني في شبه الجزيرة العربية، وقررت المواجهة رغم فارق الإمكانيات. وعندما صمدت مأرب أرضًا وإنسانًا أمام الهمجية الحوثية المدعومة بالسلاح والمال والخبرة من المنظومة الخمينية في المنطقة، جاء الإسناد من كل مكان، وبدأ الشعب اليمني يلملم أشتاته، وجاء الأحرار من كل حدب وصوب، وكانت مطارح مأرب وقبائلها الحرة بداية لتشكيل ألوية الجيش الذي قام بدوره في تحرير مناطق شاسعة من أرض اليمن، ومنع تمدد هذه العصابة العنصرية نحو بقية المحافظات.

تناست القبائل اليمنية العريقة في مأرب كل خلافاتها وثاراتها، ووحّدت فروع الأحزاب رؤيتها وأهدافها، وقرر الجميع مواجهة الحوثيين صفًا واحدًا؛ ولهذا انتصروا وكسروا عصابة كانت قد سيطرت على كافة إمكانيات وأسلحة الدولة واستطاعت خداع كافة المكونات السياسية والاجتماعية في العاصمة صنعاء.

مأرب بهذا الموقف التاريخي الاستثنائي أعطت بقية اليمنيين درسًا مهمًّا في شروط الانتصار في أي معركة والمتطلبات الواجب توافرها في من يتصدر لمواجهة الإمامة العنصرية. أكدت مأرب وقبائلها أن النصر يحتاج إلى إرادة وصدق، وإن لم تتوافر كل الإمكانيات المادية. الإرادة الحقيقية هي التي تجلب الإمكانيات، وهي التي تعلم الناس الصبر وتجعلهم يتناسون كل خلافاتهم وثاراتهم من أجل الحفاظ على وجودهم وكرامتهم ومعتقداتهم.

كل كلمات الشكر لا يمكن أن تفي ملوك سبأ حقهم، فقد كانوا بمواقفهم الشجاعة أحد أهم أسباب الصمود والحفاظ على نظامنا الجمهوري الذي يحفظ كرامتنا ووجودنا اليمني.

كان الصمود المأربي سببٍا في إفشال المشروع الخميني وعدم تمكينه من السيطرة على شبه الجزيرة العربية، وكذلك أسهم في الحفاظ على الإسلام السني أمام عملية تشييع المسلمين وتفريسهم التي تتم في أكثر من منطقة عربية على قدم وساق، وهذه حقيقة لا يمكن لأي عاقل وصادق إنكارها.

وكما كانت مأرب عنوان الصمود أمام المد الإمامي الخميني في 2013 و2014، ستكون صاحبة دور بارز وفاعل في استعادة صنعاء وصعدة وبقية الأراضي اليمنية إلى جانب كل القبائل وتشكيلات الجيش اليمني في المخا وعدن وتعز وحجة وغيرها من المناطق المحررة بإذن الله تعالى.