آخر تحديث :الجمعة-20 سبتمبر 2024-12:32ص

إلى من يهمه الأمر.. الموضوع قد يكون خطيراً

الخميس - 19 سبتمبر 2024 - الساعة 05:15 م

وحيد الفودعي
بقلم: وحيد الفودعي
- ارشيف الكاتب


طريقة الدعم المباشر الذي تقدمه المنظمات الانسانية في اليمن، سواء كان نقدًا أو عبر توزيع المساعدات الغذائية على شكل سلال، تسهم بشكل كبير في تعزيز ثقافة الاتكالية والكسل بين الأفراد. هذا النوع من الدعم قد يبدو للوهلة الأولى كحل سريع وفعال لتلبية احتياجات الفئات المحتاجة، لكنه في الحقيقة يعزز من حالة الاعتماد على المساعدات، ويقلل من الحافز على المبادرة الشخصية والعمل الجاد.

الاعتماد المتكرر على المساعدات المجانية يخلق مجتمعًا غير منتج، حيث ينشأ جيل من الأفراد الذين يكتسبون عادة الانتظار والتوقع للحصول على المساعدات دون بذل جهد في تحسين ظروفهم. هذه الحالة تؤدي إلى تآكل القدرات الإنتاجية للأفراد، وتساهم في ترسيخ فكرة أن لقمة العيش او المال يمكن الحصول عليه دون الحاجة للعمل الجاد أو تحمل المسؤولية الشخصية.

علاوة على ذلك، فإن هذا النمط من الدعم لا يتناول الأسباب الجذرية للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها الأفراد، بل يعالج الأعراض فقط. فبدلاً من تحسين وضع الأفراد بطرق دائمة ومستدامة، يتسبب هذا الدعم في إدامة حالة الاستهلاك السهل والاعتماد على الآخرين، مما يؤدي إلى دورة مفرغة من الفقر والتبعية.

لذلك، من الضروري إعادة التفكير في استراتيجيات الدعم المقدمة، والتركيز على برامج تعزز من قدرة الأفراد على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير مهاراتهم، مما يسهم في خلق بيئة اقتصادية أكثر استدامة واستقلالية.

#وحيد_الفودعي