آخر تحديث :الأحد-22 ديسمبر 2024-09:19ص

لبنان وموجة التفجيرات الأخيرة التي طالت حزب اللات الآثار والعواقب المتوقعة

الجمعة - 20 سبتمبر 2024 - الساعة 10:13 م

العميد/ محمد عبدالله الكميم
بقلم: العميد/ محمد عبدالله الكميم
- ارشيف الكاتب


لقد شكلت الضربة الصهيونية لحزب الله اختراقا امنيا وعسكريا كبيراً جداً وسيترتب عليه آثار خطيرة ومؤذية على الحزب الارهابي الذي ظل عقود يفتخر باحتياطاته الامنية وبمنظومة اتصالاته الآمنة وبمنظومة قيادة وسيطرة متفوقة وفريدة .

١.وبهذا الكشف الكبير والاختراق الاسرائيلي التي لا تشاهده الا في افلام الخيال العلمي ، فإن الواضح حتى الآن فإن نتائجها كارثية واكبر بكثير من تلك التفجيرات التي طالت قيادات الحزب من الصفوف الأولى والقيادات الوسطية وبمافيهم السفير الايراني وخبراء ايران في لبنان .

٢.حيث طالت التفجيرات كل المواقع بلا استثناء وقد حققت تلك الضربات التي استمرت يومين اصابات مؤكدة وخسائر فادحة في الارواح مرتكزة تلك الاصابات على العيون والأيدي.

٣.قد تم في هذه الضربة استهداف صفوف الحزب الداخلية معنوياً ونفسياً والدخول في حالة من الهوس والشك في كل سلاح أو عتاد أو جهاز جديد يقتنيه الحزب عدا عن هاجس تحديد المسؤولين عن هذا الخرق الاستخباري المذهل .
.
٤. بالاضافة الى خسارة صف متقدِّم من كوادر الحزب، حيث إن معظم أجهزة الإشارة كانت مخصصة لقياديين على المستوى المتوسط والعالي وبالإضافة الى التكاليف الباهضة للعلاج وخروج الكثير منهم من الجاهزية وبأنهم اصبحوا غير صالحين للقتال .

٥. خسارة سلاح الإشارة وجزء كبير من منظومة القيادة والسيطرة وهذا يعني انقطاع التواصل بين قيادة وقواعد الحزب لفترة ليست بالقصيرة ، وكذلك في جبهات القتال ، ولا يُستَبعَد أن يكون الحزب قد خسر معها منظومة الاستنفار ورفع الجاهزية السريعة التي تدرَّب عليها لسنوات، ولا شك أن ترميم فجوة سلاح الإشارة والعودة إلى أجهزة الإشارة السابقة، أو اقتناء أجهزة جديدة يتطلب وقتاً وتدريباً، قد لا تمنحه إسرائيل للحزب.

٦. نلاحظ تزايد الضغوط الشعبية من الحاضنة الشعبية الداخلية لحزب الله ومن الشعوب العربية المؤيدة لهم خصوصاً مع غياب الرد الذي يتناسب مع فداحة الخسائر والمهانة التي ألحقتها الضربة بالحزب ، والرد الهزيل للحزب عن اغتيال القيادي "فؤاد شكر"، وهو ما شجع إسرائيل على زيادة وتيرة وشدة الضربات والتي لم تعد تتوقف يوما.

٧.تضيف إصابة السفير الإيراني في بيروت إهانة جديدة لإيران بعد إهانة اغتيال هنية في طهران، والذي لم ترد عليه حتى الآن.

٨ . ويبدو ان الأختراق الأهم الأخطر والخسارة الافدح هو انكشاف بنك اهداف كبير جدا متمثل في مخازن الصواريخ والأسلحة التي تستهدفها اسرائيل كل يوم وتحقق اهدفها بدقة عالية وهي التي ظل الحزب يراهن عليها سنوات ويخزنها منذ زمن طويل.

٧. وايضا انكشاف القيادات الكبيرة للحزب ولذلك نلاحظ دقة الاستهداف في كل مكان يكونون فيه وزيادة وتيرتها

٨. وقد يقول البعض في الجانب المقابل ان الأثر العميق لهذه الضربة كبير إلا أن إسرائيل ربما كانت تفضل توجيها في خضم المعركة أو في مستهلها ، حتى تكون أشد فتكاً وأعظم أثراً وانها بذلك خسرت المباداة والمفاجأة.
و خسرت ربما نقطة تحوُّل في المعركة لصالحها ، وإذا لم تستفد إسرائيل من تبعات هذه الضربة خلال أيام أو أسابيع قليلة فإن الحزب قد يستعيد عافيته..
ولكن كما هو ظاهر ان اسرائيل حسبت حسابها لماهو قادم وانها لم تكن ضربة عبثية و انها باتت تمتلك كثير من الأوراق التي تستطيع ان تلعبها حال نشوب الحرب مع حزب اللات

▪️ختاماً: لقد كشف طوفان الأقصى هشاشة المحور الإيراني الذي اشبعنا خطبا وتهديدات وضجيج اعلامي ليتضح في الأخير انهم نمر من ورق ، ولذلك فتخوف اسرائيل ورهبتهم منهم قد زال وبدأت تضرب بلاهوادة ولا رحمة وحتى ان اسرائيل هي من تبادر وتهاجم وتفتك بهم دون رد فعل كبير وهو ماساهم في زيادة وتيرتها وشدة تلك الضربات..

▪️وكما يبدو أن الحرب البرية الإسرائيلية على غزة والاشتباكات المستمرة على الجبهة اللبنانية و تعامل حكومة الصهاينة مع قضية الأسرى غيَّر بعض المفاهيم السابقة حول عدم قدرة إسرائيل على خوض حرب طويلة الأمد، وأصبحت بعض المُسلّمات القديمة في هذا الخصوص محط تساؤل وبحث من جديد.

▪️ كما تدفعنا هذه العملية لدراسة حالة التشتيت والإرباك الذي يمارسه الإعلام العبري عبر إغراق وسائل الإعلام العربية والغربية مؤخراً بتسريبات مختلفة مسلِّطاً الضوء على خلافات القيادات الإسرائيلية حول الحرب، في الوقت الذي تمضي فيه تل أبيب نحو أهدافها السياسية والعسكرية في تطبيق مثالي ربما لما يسمى بـ"حرب المعلومات".

▪️وظهرت هشاشة الاعلام العربي الذي يصنع انتصارات زائفة ويهول من تلك النتائج مع علم العالم اننا من نخسر المعركة في غزة وكذلك هي بالنسبة للمحور الايراني لصالح التفوق الصهيوني العسكري والتكنولوجي..

الفيديو لضربات امس في جنوب لبنان ..