آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-12:13ص

احمد غالب وحكاية نهاية الخدمة

الجمعة - 20 سبتمبر 2024 - الساعة 11:49 م

جميل الصامت
بقلم: جميل الصامت
- ارشيف الكاتب


خبر داهمني من حيث لا احتسب، كنت قبلها التقيته ذات صباح في محلي الموادم ،وقد بدا عليه شيئ من التعب الذي لم اتوقعه ان يكون عنوانا للفراق ..
كعادته يبتسم ثم يسمعني بعضا من ابيات شعره التي لم اتوفق معه في ضبط اوزان لما غلبت عليه الزحافات والعلل .
انه الرجل الذي تحمل اعباء النضال حتى شبع فقرا وعوزا ردحا من الزمن .
لم يترك قرية او منطقة في اعماق ريف جبل صبر الا ووصل اليها .
يجوب بوعيه السياسي محيط مسقط راسه مبشرا بقيم الناصرية ومبادئ التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الذي خاض من اجله وفي سبيله معاركا من القوى المنافسة ولعل حقبة تسعينات القرن الماضي كانت دليل وشاهد .
إنه المناضل/ احمد غالب عبدالكريم الشامي الذي ترجل
بعد عقود امضاها مناضلا ناصريا
لم يحظ بشيئ من حقوقه الا في وقت متاخر اي قبل سنوات من اندلاع ثورة 11فبراير 2011م
إذ حصل على وظيفه عامة ظلت في وعيه مكرمة رئاسية كونها جاءت في سياق موقف سياسي للرئيس الاسبق صالح الذي سيست في عهده الوظيفة العامة الى حد كبير ،وجرف الوعي ايما تجريف ،ففي اطار اسناد مهام الاستقطاب للقيادات والشخصيات الفاعلة كان للنظام ادواته حينها ،فاخذ رامي عبدالوهاب يلعب دور في فضائه الجيوسياسي ،
يمكن اعتباره ترويضيا تجاه شخصيات في التنظيم الناصري والحزب الاشتراكي ليصبحوا ك قيادات حزب العبث يسهل معها تطويعهم وربما تقريبهم اكثر من النظام بعيدا عن قيادات احزابهم .
فقام بترتيب لقاء مع الرئيس صالح -اظن اني تمكنت حينها من الاطلاع على خلاصة ذلك من خلال قيادي بعثي صارا اليوم قيادي في حزب المؤتمر - وكان احدهم احمد غالب الذي عرف بصفته النضالية فقط
اثناء ذلك اللقاء وزاد البعض مناكفا انه امضى عمره في النضال ..?
الامرالذي اضحك صالح بشدة ، واثمرت بتدبير درجة وظيفية كمكافأة نهاية خدمة في ساحة النضال اظن ان الرجل لم ينكفئ بل ظل يمارس دوره النصالي وإن بطريقته ..
في عام 2003م انزله التنظيم مرشحا نيابيا في الدائرة 49 منافسا لمرشحي البعث د عبدالوهاب محمود والاشتراكي احمد عبدالرحمن ولان التنظيم صانع التكتلات وراسم خطط التحالفات السياسية قام بسحب مرشحه لصالح مرشح الاشتراكي ..
اذكر ان اول معرفة بالشيخ/ عبدالرحمن محمد علي عثمان كانت عن طريق المناضل احمدغالب الذي اصطحبني اليه إثر دعوة من الشيخ عبدالرحمن للمشاركة في منتدى الثلاثاء الذي كان يقيمه في منزله اسبوعيا ضمن موجة المنتديات السياسية التي اخذت في الاتساع خلال مرحلة ما قبل اندلاع ثورة فبراير ..
في الاونة الاخيرة اخذ الراحل يفتح النار على الجميع رافضا الحالة السياسية القائمة ،لكنه في المقابل ظل الشعر خير شراع يصارع به امواج الحياة المتلاطمة ،
بكلمات اقرب الى العامية المتداولة يتغنى ويسبح بخياله عله يشبع ظمائه العاطفي ،وباخرى يرسل سهامه نحو من ظنه فيه انكسر وخاب ، وبمثلها يرسم واقعه الافتراضي الذي داعب احلامه يوما شيئ منها ..
انه احمدغالب نجل شقيق خطيب ثورة 26سبتمبر في تعز الثائر الناصري والمناضل السبتمبري المغفورله باذن الله تعالى محمداحمدعبدالكريم ..
سنفتقده بالطبع ...