آخر تحديث :الثلاثاء-26 نوفمبر 2024-12:49ص

منظمات الحقوق الكهنوتية ومنتديات الحريات السلالية!

السبت - 05 أكتوبر 2024 - الساعة 01:43 ص

همدان الصبري
بقلم: همدان الصبري
- ارشيف الكاتب


تتمثل الأدوار الرئيسية لمنظمات الحقوق ومنتديات الحريات بـ رصد كافة الانتهاكات، وتوثيق التعسفات، وجمع الأدلة والشهادات، وإصدار التقارير، ومناصرة المظلومين المتضررين عبر إطلاق الحملات وتنظيم المؤتمرات والفعاليات التي تٌسلط الضوء على قضايا الحقوق، وتقديم المساعدة القانونية بواسطة توفير المحامين، وتنظيم ورش عمل تعليمية وندوات توعوية عن حقوق المواطنين، وتقديم الدعم الاجتماعي عبر إعادة التأهيل للمتضررين، ومرورًا بمراقبة مختلف الممارسات اللاإنسانية المرتكبة ضد أبناء الأرض، وانتهاءً بالتأثير على المؤسسات الإقليمية والدولية بواسطة تقديم التقارير، ورفع القضايا أمام المحاكم، التي من شأنها أن تٌسهم بالضغط وعزل مرتكبي تلك الممارسات اللاحقوقية واللاإنسانية!.

ولكن في العقد الأخير، تغيرت الأدوار الرئيسة للمنظمات الحقوقية في ظل شبكات الكهنوتية، وترتيبات السلالية الداخلية، ودعم الجهات الخارجية، حيث أصبح دورها تحسين صورة الجماعة الظلامية، والترويج للإنجازات الميليشياوية (محاربة التطرف من قبل المتطرفين!)، وطمس أدلة الجرائم، وتحريف التقارير، ومناصرة المجرمين، وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات للعصابات السلالية الإجرامية، والتضليل على كافة المؤسسات الإقليمية، والتعتيم على الجهات الدولية (المتجاهلة عمدًا لذلك!).

والمراقب لخارطة المنظمات الخاصة بالشأن اليمني على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، يدرك أن هناك المئات من المنظمات الحقوقية والمنتديات الإنسانية والتجمعات الخاصة بالمبادرات الشبابية والمجتمعية -في الداخل والخارج-؛ ولكن معظم المٌمول منها والقريب من مجموعات الضغط الدولية يُدار من قبل الدخلاء والشظايا والغرباء، ويهتم بالحقوق الكهنوتية والحريات السلالية فقط!. حيث تنشط خلايا تلك المنظمات وتبرز شبكات تلك المنتديات في أوقات محددة فقط، وتجوب الدول الإقليمية لعقد الندوات، وتطوف في أروقة المنظمات الدولية لتقديم التقارير متعددة اللغات، عندما تكون الأحداث مرتبطة بجماعتهم الظلامية فقط؛ ولكنها تستكين وتهمد وتخمد وتدخل في سبات عميق عندما تكون الأحداث التعسفية والانتهاكات الجسيمة والجرائم البشعة ضد أبناء اليمن (أحفاد سبأ وحِميّر).

مؤخراً، تداول الكثير إحصائيات عن المعتقلين ممن يقعون تحت مناطق سيطرة الكهنوتية السلالية، والمتهمين بجريمة رفع علم الجمهورية أو محاولة الاحتفاء والاحتفال بالعيد الوطني لثورة الـ ٢٦ من سبتمبر المجيدة الخالدة؛ حيث بلغ عدد المعتقلين في محافظة إب قرابة الألف، وفي محافظة ذمار ما يزيد عن سبعمائة معتقل، والمئات من المعتقلين في محافظة الحديدة، والمئات من المعتقلين في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء؛ وعلى الرغم من مرور ما يقارب الأسبوعين، إلا أنه عند العودة لتتبع مواقع وصفحات وتقارير تلك المنظمات والمنتديات الحقوقية عن حوادث الاعتقالات والتعسفات، بل وزيارة الصفحات الشخصية لرؤسائها ومدرائها، فانك تجد ان التقارير اضمحلت، والمنتديات تلاشت، والدوريات ذبلت، واللغات المتعددة تطايرت!. بل إن بعض رؤساء تلك المنظمات والمنتديات تحول بدوره إلى دور المصلح الاجتماعي أو دور الخطيب بمنبر الجمعة، وأصبح يحث المجتمع على الصبر ويعظ المجرم بأن "الظلم ظلمات في الدنيا قبل الآخرة"!.

ختامًا، يتوجب رصد كافة المنظمات الكهنوتية والمنتديات السلالية وأسماء القائمين عليها والقفازات التابعة لها، وتتبع شبكاتها الداخلية والخارجية، ويجب ان يكون أمام كل منظمة كهنوتية ومنتدى سلالي العديد من المنظمات والمنتديات اليمنية (السبئية الحِميّرية). حاولت الجماعة الكهنوتية السلالية إحكام قبضتها على كافة المنظمات المحلية والدولية الغير تابعة لها بواسطة المحاربة والتضييق والضغط لإغلاقها، بل وصولاً إلى فرض التعيينات والموافقة المسبقة على أسماء موظفيها، ويتوجب بالمقابل أن يقوم أبناء الأرض وأصحاب الحق بالدور المنوط بهم من الرصد والتوثيق والضغط لرَتْق كافة المنظمات الكهنوتية والمنتديات السلالية (داخليًا وخارجيًا)!.