آخر تحديث :الأربعاء-27 نوفمبر 2024-11:22م

مع أعياد الثورة .. شبر الدولة مبتور أكلته الديدان

الثلاثاء - 15 أكتوبر 2024 - الساعة 06:04 م

سمية الفقيه
بقلم: سمية الفقيه
- ارشيف الكاتب


كان آباؤنا دائما ما يذكروننا بمقولة "شبر مع الدولة ولا ذراع مع القبيلي"، على اعتبار أن العمل مع الدولة عز ، لكن ومع الأيام أدركنا أن شبر الدولة أكلته الديدان وصار مبتورًا لا يُسمن ولا يغني من جوع.


انتهت أعياد سبتمبر وجاءت أكتوبر وبعدها سيأتي نوفمبر ، وها هو الشهر في منتصفه وما زال شبر الدولة غائب عن موظفي الدولة الذين لا زالوا حتى اللحظة بدون رواتب، رغم جحيم هذا الوضع المعيشي البائس والارتفاع المتسارع والجنوني لكل مناحي ومتطلبات الحياة..


صحيح أن مناسباتنا الوطنية غالية جدًا علينا، ولا يزال اليمنيون يحتفلون بها رغم ضيق حال اليد، ورغم كل العذابات التي يكابدونها، وهذا يحتم على الحكومة وضع حلول لمواطنيها وموظفيها الذين يتهالكون جوعًا وحاجة وحرمانا، إنما لا حياة لمن ننادي.

ومع احتفالات اليمني بأعياده الوطنية، يسمع أفراح الثورة وقلبه يتمزق وهو غير قادر على شراء كيلو طماطم.. يرى الأطقم العسكرية والحنانات والونانات تجوب شوراع المدن مستعرضة فقط شكليًا وجود دولة بينما هو روحه تتمزق حين يتذكر أن بيته ليس فيه ربع كيلو طحين او حبة بطاط.. يسع الأناشيد الوطنية بينما جيبه بلا راتب والخدمات منعدمة والمواد الغذائية في تصاعد مستمر والدولة في عداد الموتى وبعيدة كل البعد عن كل هذه المآسي التي يكابدها.


فلمن نشتكي ومن يفترض أن نشتكي لهم هم أساسًا سبب عذاباتنا؟..


لمن نكتب إن كانوا لا يقرأون حروفنا وتذهب كلماتنا هباءً منثورا؟


لمن يذهب المواطن البائس الجائع المتشرد إن كانت أبواب المسؤولين موصدة أمامه ومدججة بالحراسات، ونظارتهم السوداء تعميهم عن النظر لكل هذا الشقاء ولوطن مترع بالعذابات وهم يظنون أنهم يُحسنون صُنعا؟


نعتذر جدًا لآبائنا، فلم يعد شبر الدولة إلا وهمًا وركامًا ورفاتًا أكلته الديدان.