آخر تحديث :الخميس-17 أكتوبر 2024-12:12ص

من وحي قدوم ابوبكر العطاس إلى مدينة عدن الشرعية

الخميس - 17 أكتوبر 2024 - الساعة 12:01 ص

د. قاسم المحبشي
بقلم: د. قاسم المحبشي
- ارشيف الكاتب


إلى ( القيادات التاريخية) مع التحية


من وحي قدوم ابوبكر العطاس إلى مدينة عدن الشرعية


(( على القيادي المحنك ان يكون مثل الراعي يسير خلف القطيع , ويدفع الى المقدمة أوفرها قوة وصحة و سرعة وخفة وذكاء ورشاقة وقدرة على الحركة والاستدارة , دون ان تدرك انه يقودها من الخلف )) نيلسون ميندلا ,كتاب, (طريق الحرية)


الاشخاص الذين شاءت لهم الاقدار او شاءوا لانفسهم ان يشتغلوا في السياسة وصناعة وادارة القرار ويتسنموا مقاليد السلطة والحكم منذ الاستقلال عن الادارة البريطانية في 67م في عدن والجنوب عامة وحتى الاجتياح الغاشم للبلاد في 94م جميعهم نكن لهم عميق الود والتقدير، كاشخاص كانوا انفسهم ضحايا لاخطاءهم السياسية القاتلة التى دفع شعبنا الصابر ثمنها الباهض جدا من دمه وزمنه وحياته وكده وعرقه وراحته ,هولاء الذين واكبوا جميع المراحل وشاركوا فيها بهذا القدر او ذاك ومن مختلف المواقع والمواقف المتعارضة , وبعد ان اعلن فضيلة التصالح والتسامح والتضامن ,وهم اكبر المستفيدين من هذا الإعلان الانساني الاخلاقي العالى النبل والسمو ,الذي كرمهم به مواطنيهم بمنحهم صفة (القيادات التاريخية) بمعناها الايجابي بدلا من تحميلهم كامل المسؤلية السياسية والأخلاقية والحقوقية عن ذلك المصير الفاجع الذي قادوه اليه؛ كرها لا اختيارا! إذ احسنا النيه طبعا! على طريق الذي لا يعرف الطب 😸

الا يستحق موقفا كريما مثل هذا تنكيس الرؤوس و الشعور بالخجل والندم والامتنان وتأنيب الضمير ؟ وربما كان اول مواقفا أخلاقيا يمكن ان يكون له معنا هنا من الاخوة الاعزاء (قياداتنا التاريخية) جميعهم بلا استثناء هو ان يكفوا عن المزايدة السياسية باسمه قضايا الناس العادلة والمزايدة باسم الثورة والدولة والجمهورية , والمزايدة على بعضهم البعض وعلى غيرهم , فلا يحق لمن كان شريك فيما نحن فيه من حال ومآل ان يزايد على احد ابدا حتى وان كان شديد الاخلاص للثورة وللشعب الجنوبي ونضاله السلمي في سبيل سيادته وحريته وكرامته.

يمكننا ان نتقبل المزايدات والانفعالات والشطحات من الشباب والشابات الصغار, الجدد, الصادقين المتحمسين الابرياء , الذين تفتحت مداركهم ,على فاجعة الحروب والصراعات المدمرة وعاشوا طفولتهم في لضئ الرعب والخوف والدمار بلا دولة تحميهم ولا وطنا ينتمون اليه ولا خدمات ولا وظائف ولا مدينة ولا مدنية ولا وحدة يمنية ولا جمهورية وخيمة وطنية مصونة! ضاع كل شيء وتبعثرت الدولة ومؤسساتها العامة وأصبحنا واصبح الملك لله وعاد احفاد الإمام إلى صنعاء وبقايا الجمهورية لاذوا في عدن تحت البند السابع .

ان افضل ما يمكن للقيادات المسماة(تاريخية) في هذا الجنوب الذي نُكب منذ الأستقلال الضايع مرتين , نُكب للأسف الشديد بقياداته ونخبه السياسية الكارثية , التي أثبتت انها كانت تفتقد لأبسط مقومات ومؤهلات القيادة السياسية وتحمل مسؤولية قيادة دولة الشعب منذ اليوم الأولى لسيطرتها على مقاليد الحكم والقرار السيادي الوطني في عدن العاصمة , المدينة الحديثة المدنية الجميلة الساحرة ,الجوهرة , الدرة الثمينة ,الجنة التي تحولت بسبب الأخطأ القاتلة الى جحيم لا يطاق , لا اقول ذلك بهدف الادنة او الشماتة ,فاولآت ساعة ندم !! ليس للندم هنا قيمة ويستحيل أدانة طرف او جهة او جماعة او شخص من الاشخاص , وما اكثرها هنا في عدن وصنعاء ! ألآن وقد اصبحنا واصبح الملك لله , وبعد ان جرفنا السيل كلنا بلا استثناء , او كما قال نائب السفير الألماني ذات امسية ثقافية في عدن عام 2010م لزلت اتذكرها في فندق ميركيل قال فيما يشبه التعاطف مع الجنوب " علينا التفكير فيما بوسعنا فعله بعد ان (طردنا من الباص الى الشارع) أي بعد ان بتنا وامسينا واصبحنا واضحينا , كلنا ضحايا بلا دولة ولا سيادة ولا حرية ولا كرامة ولا مؤسسات ولا خدمات ولا ماء ولا مرعى.الخ وذلك بسبب اخطاء القيادات السياسية التاريخية ( المخضرمة ) أطال الله عمرها وقد بلغت منه عتيا , والمثل يقول (إذا اخطأ الانسان العادي اضر نفسه , اما القائد السياسي فأبسط خطأ يقترفه فإنه يضر شعبه ووطنه ودولته لامحالة), اما حين تكون الأخطأ فادحة وكبيرة وقاتلة كما هو حالنا , فمن الاولى بنا ان نعيد النظر الكلي في تاريخنا؛ تاريخ الذات الفردية والجماعية وتاريخ الثورة والنظم السياسية , ان لا نتعايش مع هذا الركام الرهيب من الفضائع وكأنها لم تكن , اقول ذلك للأخوة الأعزاء من القياديين الاحياء اطال الله في اعمارهم , لا يجوز تكريس أنفسهم بهذه الصورة الفجة وكأن شيئا لم يكن ! وكأن الناس بلا ذاكرة او ضمير وشعور وحواس, (لسنا قطيع) صرخ احد الشباب مخاطبا الأباء , من الكبار , اعني الكهول والشيوخ الذين نحترمهم , ونتمنى عليهم- ومنهم اليوم وهذا واجبهم ,طالما وقد عاشوا حتى شهدوا بأم عيونهم المصير الذي آل حالنا اليه - نتمنى عليهم ان يطمئنوا هذا الشعب المرعوب والمفجوع والمحروق يطمّئنوه بالاعتذار الصريح عن اخطاء الماضي والإعلان الرسمي بعدم عودتهم إلى ممارسة السياسة والقيادة كما كانوا فيما مضى! أقصد عليهم أن لا يخيفون شعبهم ويزيدوا من فجيعته ومصائبه وأفضل ما يمكنهم القيام به اليوم هو ان يعملو ا بصمة وصدق واخلاص في سبيل مساعدة الشباب والقيادات الجديدة و تاهيلها وتنمية قدراتها ومواهبها ودفعها وتحفيزها وتمكينها من التصدى للمهمة الثورية العسيرة التي تنيخ بكلكلها الثقيل على عاتق هذا الشعب العظيم المهدود الحيل , والمنهك القوى بسبب اخطأ نخبه السياسية وقياداته التاريخية والظروف الأخرى وبدون تفتيش , نخلي الطبق مستور اليوم , ونحشد الجهد والسواعد صوب الحاضر والمستقبل الواعد من اجل بناء الموسسات العامة واعادة بناء الدولة العادلة المستقرة في وطن يتسع للجميع بلأ ضيق ولا تكليف ولا شطط ولا تصنيف , هذا الجنوب المأمؤل لا يمكن ان نبنيه الا بالطاقات الجديدة بالشباب والشابات الجدد , الذين/ تن/ يدركون بان الفجر صالح لكل الاعمار , وان الشمس تشرق كل يوم من جديد وأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة!

وراء القصد سلام