المملكة العربية السعودية وحدة مناهج التربية والتعليم توحيدا صارما وحرمت التعليم المنهجي خارج المدارس والجامعات لا معاهد ولا حلقات لمن يجهلون أيش الذي حاصل في العالم اليوم؛ عالم المعرفة العلمية والذكاء الاصطناعي
حينما يخضع الأطفال والتلاميذ والشباب لنظم ومناهج تربوية وتعليمية مختلفة ومتخالفة المصادر والمراجع والمواقف والاتجاهات ومتناقضة الأهداف ومضطربة الأدوات والاساليب وفي ظل غياب المنظومة التربوية الاستراتيجية الشاملة فمن المؤكد ان النتيجة ستكون كارثية ، كما هو حال المجتمعات العربية الإسلامية اليوم ؛شعوبًا وجماعات وأفرادًا يعيشون في بلاد واحدة أو بلدان متجاورة ليس بإمكانهم التفاهم مع بعضهم ، ويعجزون عن إيجاد أية قواسم مشتركة للتواصل والتفاهم والعيش معا، بل بلغ الحال بنا إلى حد أن بعض سكان القرية أو الحي أو الشارع الواحد يجدون انفسهم فجاءة في حالة تشظي حادة مثل قنينة الزجاج حينما تنكسر ! وقد شهدت بنفسي مثل هذا في المدينة التي أقيم بها؛ إذ وجدان الشباب في حال من التنافر الحاد والاستقطاب السخيف بين مشايخ الدين والمساجد فجماعة الشيخ فلان لا يصلون إلا بمسجده وجماعة الشيخ فتان لا يصلون إلا بمسجد شيخهم وجماعة الداعية فلان يجتمعون في حلقة دائرية بعد كل صلاة وجماعة الداعية فلان يقصرون المأزر حتى تحت الركبة وجماعية الشيخ فلان يجهرون بالبسملة وهكذا بعضهم يحمل سواك وبعضهم مسبحة وبعض يرد السلام وبعضهم يعوذ من الشيطان وبعضهم يبتسم وبعضهم متجهم وبعضهم ملتحي وبعضهم معمم وبعضهم يجتهد وبعضهم يعيد كلام شيخه وبعضهم يحرم العلوم الوضعية وبعضهم يجوزها وبعضهم يتكلم في أمور كبيرة جدا ومعقدة بثقة الجاهل الواثق من نفسه. وبعضهم مسالم وبعضهم عنيف وبعضهم يدعي بالهداية لمن ليسوا على منهجه واعتقاده وبعضهم يكفر المخالفين وهكذا دواليك وطالما وهناك من لازال يتحدث عن الفيد وألفي والغنيمة والسبي والجزية وأهل الذمة وآل البيت والعترة والخُمس والعبيد والجواري والعورة فهذا معناه أن باراديغيم المعتقد لم يتزحزح من مكانه ابدا؛ تجمد وتجمدت معه الحياة والتاريخ واللغة والحضارة والثقافة، وتجديد الخطاب الديني هو مغالطة للاستحقاق التاريخي الذي لم يفهمه العرب حتى الآن. إذ مازال العرب يختلفون في بديهيات الأمور ؛ طريقة رد التحية وطريقة الصلاة والصيام والاغتسال بالحمام وتناول الطعام وشرب الماء ولبس الزي وصوت المرأة والاصوات الصادرة عن الجسد وتفاصيل وجزئيات صغيرة أخرى كثيرة تدور حول الجسد البيولوجي ومقاماته وأحواله والجن والشياطين. فمتى يرفعون رؤسهم إلى السماء ويتأملون أفلاكه ونجومه ويتفكرون في آيات الله الكبيرة كما أمرهم الله سبحانه وتعالى : الطبيعة الجامدة والحية والتاريخ والمجتمع والحضارة والثقافة والعلم والتقنية والتنمية والدولة والنظام والقانون والاشياء الجديرة بالقيمة والأهمية الأخرى؟! ولأنني أعرف السبب فلست متعجبا.لا بديل من توحيد المناهج التربوية والتعليمية والفصل بين سلطة الدولة وسلطة الدين أي تحرم استخدم السلطة السياسية للدين لتحقيق أغراض سياسية أو استخدم الدين للسياسة لاغراض دينية. إذ أن مؤسسات التكوين هي مؤسسات التربية والتعليم فإذا لم تُبن على أسس استراتيجية موحدة الرؤية والرسالة والأهداف خربت وخرب المجتمع برمته.